موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


6 - عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى

ضاق لها صدري، وعلمت أن آداب الدين وصدق الورع بحر لا ينجو من الغرق فيه شبهي، ولا يقوم بحدوده مثلي، فتبين لي فضلهم، واتضح لي نصحهم، وأيقنت أنهم العاملون بطريق الآخرة والمتأسون بالمرسلين، والمصابيح لمن استضاء بهم، والهادون لمن استرشد.

فأصبحت راغبا في مذهبهم مقتبسا من فوائدهم قابلا لآدابهم محبا لطاعتهم، ل أعدل بهم شيئا، ولا أوثر عليهم أحدا، ففتح الله لي علما اتضح لي برهانه، وأنار لي فضله، ورجوت النجاة لمن أقرّ به أو انتحله، وأيقنت بالغوث لمن عمل به، ورأيت الاعوجاج فيمن خالفه، ورأيت الرّين متراكما على قلب من جهله وجحده، ورأيت الحجة العظمى لمن فهمه، ورأيت انتحاله والعمل بحدوده واجبا عليّ، فاعتقدته في سريرتي، وانطويت عليه بضميري، وجعلته أساس ديني، وبنيت عليه أعمالي، وتقلّبت فيه بأحوالي. وسألت الله عز وجل أن يوزعني شكر ما أنعم به عليّ، وأن يقويني على القيام بحدود م عرّفني به، مع معرفتي بتقصيري في ذلك، وأني لا أدرك شكره أبدا) (١).

٦ - عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى:

قال الإمام الكبير حجة المتكلمين عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه الفرق بين الفرق: (الفصل الأول من فصول هذا الباب في بيان أصناف أهل السنة والجماعة. اعلموا أسعدكم الله أن أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس:

__________

(١) كتاب الوصايا ص ٢٧ - ٣٢. للإمام أبي عبد الله الحارث المحاسبي المتوفى ٢٤٣ هـ. وهو من أمهات الكتب الصوفية المعتمدة.

١ - صنف منهم أحاطوا علما بأبواب التوحيد والنبوة وأحكام الوعد والوعيد والثواب والعقاب وشروط الاجتهاد والإمامة والزعامة ..

٢ - والصنف الثاني منهم: أئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث من الذين اعتقدوا في أصول الدين مذاهب الصفاتية في الله وفي صفاته الأزلية وتبرّؤا من القدر والاعتزال، وقالوا بدوام نعيم الجنة على أهلها، ودوام عذاب النار على الكفرة، وقالوا بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وأحسنوا الثناء على السلف الصالح من الأمة، ورأوا وجوب الجمعة خلف الأئمة الذين تبرؤا من أهل الأهواء الضالة، ورأو وجوب استنباط أحكام الشريعة من القرآن والسنة ومن إجماع الصحابة، ويدخل في هذه الجماعة أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم.

٣ - والصنف الثالث منهم: هم الذين أحاطوا علما بطرق الأخبار والسنن المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسّلام، وميزوا بين الصحيح والسقيم منها، وعرفو أسباب الجرح والتعديل، ولم يخلطوا علمهم بذلك بشيء من بدع أهل الأهواء الضالة.

٤ - والصنف الرابع منهم: قوم أحاطوا علما بأكثر أبواب الأدب والنحو والتصريف، وجروا على سمت أئمة اللغة كالخليل وأبي عمرو بن العلاء وسيبويه.

٥ - والصنف الخامس منهم: هم الذين أحاطوا علما بوجوه قراءات القرآن وبوجوه تفسير آيات القرآن وتأويلها على وفق مذاهب أهل السنة دون تأويلات أهل الأهواء الضالة.

٦ - والصنف السادس منهم: الزهاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا، واختبرو فاعتبروا، ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور، وعلموا أن



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!