موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


5 - أقوال العارفين بالله من رجال التصوف في فائدة الصحبة وآدابه ** | ** أبو حامد الغزالي

غلبت عليه الأمراض أن يطلب شيخا يخرجه من كل ورطة، وإن لم يجد في بلده أو إقليمه وجب عليه السفر إليه) (١).

٥ - أقوال العارفين بالله من رجال التصوف في فائدة الصحبة وآدابها:

إن السادة الصوفية هم أحرص الناس على حياة تعبدية خالصة، تقوم أسسها على السمع والطاعة، والإذعان لنصيحة ناصح، أو توجيه مرشد، فنشأت بينهم تلك المدارس الروحية التي قامت على أعظم أساليب التربية والتقويم، وأقوى صلات الروح بين الشيخ والمريد.

ولذا يوصي العارفون بالله تعالى كل من أراد سلوك طريق الحق الموصل إلى معرفة الله ورضاه بالصحبة، وروحها الاعتقاد والتصديق بهؤلاء المرشدين الدالين على الله تعالى، الموصلين إلى حضرته القدوسية.

أبو حامد الغزالي:

قال الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى: (الدخول مع الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم السّلام) (٢).

وقال رحمه الله: (كنت في مبدأ أمري منكرا لأحوال الصالحين، ومقامات العارفين، حتى صحبت شيخي (يوسف النساج) فلم يزل يصقلني بالمجاهدة حتى حظيت بالواردات، فرأيت الله تعالى في المنام، فقال لي: يا أبا حامد، دع شواغلك، واصحب أقواما جعلتهم

__________

(١) تنوير القلوب للعلامة الشيخ أمين الكردي الشافعي ص ٤٤ - ٤٥.

(٢) شرح الحكم لابن عجيبة ج ١/ص ٧.

في أرضي محل نظري، وهم الذين باعوا الدارين بحبّي، قلت: بعزتك إلا أذقتني برد حسن الظن بهم، قال: قد فعلت، والقاطع بينك وبينهم تشاغلك بحب الدنيا، فاخرج منها مختارا قبل أن تخرج منها صاغرا، فقد أفضت عليك أنوارا من جوار قدسي. فاستيقظت فرحا مسرورا وجئت إلى شيخي (يوسف النساج) فقصصت عليه المنام، فتبسم وقال: يا أب حامد هذه ألواحنا في البداية، بل إن صحبتني ستكحل بصيرتك بإثمد التأييد ... الخ) (١).

وقال أيضا: (مما يجب في حق سالك طريق الحق أن يكون له مرشد ومربّ ليدله على الطريق، ويرفع عنه الأخلاق المذمومة، ويضع مكانها الأخلاق المحمودة، ومعنى التربية أن يكون المربي كالزارع الذي يربي الزرع، فكلما رأى حجرا أو نباتا مضر بالزرع قلعه وطرحه خارجا، ويسقي الزرع مرارا إلى أن ينمو ويتربى، ليكون أحسن من غيره؛ وإذا علمت أن الزرع محتاج للمربي، علمت أنه لا بد للسالك من مرشد البتة، لأن الله تعالى أرسل الرسل عليهم الصلاة والسّلام للخلق ليكونوا دليلا لهم، ويرشدوهم إلى الطريق المستقيم؛ وقبل انتقال المصطفى عليه الصلاة والسّلام إلى الدار الآخرة قد جعل الخلفاء الراشدين نوابا عنه ليدلوا الخلق إلى طريق الله؛ وهكذا إلى يوم القيامة، فالسالك لا يستغني عن المرشد البتة) (٢).

ومن قوله: (يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة

__________

(١) شخصيات صوفية لطه عبد الباقي سرور ص ١٥٤. توفي سنة ١٣٨٢ هـ بمصر.

(٢) خلاصة التصانيف في التصوف لحجة الإسلام الغزالي ص ١٨. توفي سنة ٥٠٥ ه في طوس.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!