موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الشيخ عبد الوهاب الشعراني

الشيخ عبد الوهاب الشعراني:

قال العالم الرباني الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه العهود المحمدية :

(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نواظب على الركعتين بعد كل وضوء، بشرط ألاّ نحدّث فيهما أنفسنا بشيء من أمور الدنيا، أو بشيء لم يشرع لنا في الصلاة. ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلك به، حتى يقطع عنه الخواطر المشغلة عن خطاب الله تعالى.

ثم قال:

فاسلك يا أخي على يد شيخ ناصح، يشغلك بالله تعالى، حتى يقطع عنك حديث النفس في الصلاة كقولك: أروح لكذا، أفعل كذا، أقول كذا، أو نحو ذلك، وإلا فمن لازمك حديث النفس في الصلاة، ولا يكاد يسلم لك منه صلاة واحدة، لا فرض ولا نفل، فاعلم ذلك، وإياك أن تريد الوصول إلى ذلك بغير شيخ، كما عليه طائفة المجادلين بغير علم، فإن ذلك لا يصح لك أبدا) (١).

وقال الشيخ الشعراني أيضا: (وكانت صور مجاهداتي لنفسي من غير شيخ أنني كنت أطالع كتب القوم ك‍ رسالة القشيري ، و عوارف المعارف و القوت لأبي طالب المكي و الإحياء للغزالي، ونحو ذلك، وأعمل بما ينقدح لي من طريق الفهم، ثم بعد مدة يبدو لي خلاف ذلك فأترك الأمر الأول وأعمل بالثاني ... وهكذا، فكنت كالذي يدخل دربا لا يدري هل ينفذ أم لا؟ فإن رآه نافذا خرج منه، وإلاّ رجع، ولو

__________

(١) لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية للعارف بالله عبد الوهاب الشعراني ج ١/ص ٥١ توفي رضي الله عنه سنة ٩٧٣ هـ في مصر.

أنه اجتمع بمن يعرّفه أمر الدرب قبل دخوله لكان بيّن له أمره وأراحه من التعب، فهذا مثال من لا شيخ له. فإن فائدة الشيخ إنما هي اختصار الطريق للمريد، ومن سلك من غير شيخ تاه، وقطع عمره ولم يصل إلى مقصوده، لأن مثال الشيخ مثال دليل الحجاج إلى مكة في الليالي المظلمة) (١).

وقال أيضا: (ولو أن طريق القوم يوصل إليها بالفهم من غير شيخ يسير بالطالب فيها لما احتاج مثل حجة الإسلام الإمام الغزالي والشيخ عز الدين بن عبد السّلام أخذ أدبهما عن شيخ مع أنهما كانا يقولان قبل دخولهما طريق القوم: كل من قال: إن ثمّ طريقا للعلم غير ما بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل. فلما دخلا طريق القوم كان يقولان: قد ضيعنا عمرنا في البطالة والحجاب. وأثبتا طريق القوم ومدحاها) (٢).

ثم قال: (وكفى شرفا لأهل الطريق قول السيد موسى عليه السّلام للخضر: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: ٦٦].

واعتراف الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه وأرضاه لأبي حمزة البغدادي بالفضل عليه، واعتراف الإمام أحمد بن سريج رحمه الله لأبي القاسم الجنيد، وطلب الإمام الغزالي له شيخا يدله على الطريق مع كونه كان حجة الإسلام، وكذلك طلب الشيخ عز الدين بن عبد السّلام له شيخا مع أنه لقّب بسلطان العلماء ... وكان رضي الله عنه يقول:

ما عرفت الإسلام الكامل إلا بعد اجتماعي على الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه. فإذا كان هذان الشيخان قد احتاجا إلى

__________

(١) لطائف المنن والأخلاق للإمام الشعراني ج ١/ص ٤٨ - ٤٩.

(٢) لطائف المنن والأخلاق للإمام الشعراني ج ١/ص ٢٥.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!