موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


علي الخواص

فأما العلم والعمل فأخذه جليّ فيما ذكروا كما ذكروا.

وأما الإفادة بالهمة والحال، فقد أشار إليها أنس بقوله: (ما نفضنا التراب عن أيدينا من دفنه عليه الصلاة والسّلام حتى أنكرنا قلوبنا) (١).

فأبان أن رؤية شخصه الكريم كانت نافعة لهم في قلوبهم، إذ من تحقق بحالة لم يخل حاضروه منها، فلذلك أمر بصحبة الصالحين، ونهى عن صحبة الفاسقين) (٢).

علي الخواص:

وقال سيدي علي الخواص رضي الله عنه:

لا تسلكنّ طريقا لست تعرفها ... بلا دليل فتهوي في مهاويها (٣)

لأن الدليل والمرشد يوصل السالك إلى ساحل الأمان ويجنبه مزالق الأقدام ومخاطر الطريق، وذلك لأن هذا الدليل المرشد قد سبق له سلوك الطريق على يد دليل عارف بخفايا السير، مطلع على مجاهله ومآمنه، فلم يزل مرافقا له، حتى أوصله إلى الغاية المنشودة، ثم أذن له بإرشاد غيره، وإلى هذا أشار ابن البنّا في منظومته:

وإنما القوم مسافرونا ... لحضرة الحقّ وظاعنونا

فافتقروا فيه إلى دليل ... ذي بصر بالسّير والمقيل

__________

(١) رواه الإمام أحمد وابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب ولفظه عن أنس رضي الله عنه قال: (لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا).

(٢) قواعد التصوف لأحمد زروق القاعدة ٦٥.

(٣) المنن للشعراني ج ١/ص ٥١.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!