موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الشيخ محمد الهاشمي

قد سلك الطريق ثمّ عاد ... ليخبر القوم بما استفاد (١)

الشيخ محمد الهاشمي:

قال شيخنا الكبير مربي العارفين والدال على الله سيدي محمد الهاشمي رحمه الله تعالى:

(فاسلك يا أخي على يد شيخ حيّ عارف بالله، صادق ناصح، له علم صحيح، وذوق صريح، وهمة عالية، وحالة مرضيّة، سلك الطريق على يد المرشدين، وأخذ أدبه عن المتأدبين، عارف بالمسالك، ليقيك في طريقك المهالك ويدلك على الجمع على الله، ويعلمك الفرار من سوى الله، ويسايرك في طريقك حتى تصل إلى الله، يوقفك على إساءة نفسك، ويعرّفك بإحسان الله إليك، فإذا عرفته أحببته، وإذا أحببته جاهدت فيه، وإذ جاهدت فيه هداك لطريقه، واصطفاك لحضرته، قال تعالى: {والَّذِينَ جاهَدُوا فِين لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا} [العنكبوت: ٦٩]. فصحبة الشيخ والاقتداء به واجب، والأصل فيه قوله تعالى: {واتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ} [لقمان: ١٥] وقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا الله وكُونُوا مَعَ اَلصّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩].

ومن شرطه أيضا أن يكون له الإذن في تربية الخلق من مرشد كامل ذي بصيرة نافذة، ولا يقال أين من هذا وصفه؟ لأنا نقول كما قال ابن عطاء الله السكندري في لطائف المنن : (لا يعوزك وجود الدالين، وإنما يعوزك وجود الصدق في طلبهم). جدّ صدق تجد مرشدا.

__________

(١) أحمد بن محمد التجيبي المعروف بابن البنا - الفتوحات الإلهية شرح المباحث الأصلية ج ١/ص ١٤٢.

لكنّ سرّ الله في صدق الطّلب ... كم ريء (١) في أصحابه من العجب

وقال في لطائف المنن أيضا: (إنما يكون الاقتداء بولي دلك الله عليه، وأطلعك على ما أودعه من الخصوصية لديه، فطوى عنك شهود بشريته في وجود خصوصيته، فألقيت إليه القياد، فسلك بك سبيل الرشاد ... الخ).

وقال ابن عطاء الله في حكمه: سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه) (٢).

***

__________

(١) على وزن [قيل] مبني للمجهول.

(٢) شرح شطرنج العارفين للشيخ محمد الهاشمي التلمساني ص ١٤. وفي آخر كتابنا هذا سنذكر شيئا من ترجمة شيخنا الهاشمي رحمة الله عليه.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!