موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


2 - آداب المريد مع إخوانه

والاستماع والاتباع وبذلك يحصل الانتفاع.

٥ - الصبر على مواقفه التربوية كجفوته وإعراضه ... الخ، التي يقصد به تخليص المريد من رعوناته النفسية وأمراضه القلبية.

قال ابن حجر الهيثمي: (كثير من النفوس التي يراد لها عدم التوفيق إذا رأت من أستاذ شدة في التربية تنفر عنه، وترميه بالقبائح والنقائص مما هو عنه بريء. فليحذر الموفق من ذلك، لأن النفس لا تريد إلا هلاك صاحبها، فلا يطعها في الإعراض عن شيخه) (١).

٦ - أن لا ينقل من كلام الشيخ إلى الناس إلا بقدر أفهامهم وعقولهم لئل يسيء إلى نفسه وشيخه، وقد قال سيدنا علي رضي الله عنه:

(حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله؟) (٢).

وهذه الآداب كلها إنما تطلب من المريد الحقيقي الذي يريد الوصول للحضرة الإلهية، وأما المريد المجازي فهو الذي ليس قصده من الدخول مع الصوفية إلا التزيي بزيهم، والانتظام في سلك عقدهم، وهذا لا يلزم بشروط الصحبة ولا بآدابها. ومثل هذ له أن ينتقل إلى طريق أخرى ولا حرج عليه، كما أن طريق التبرك لا حرج في الانتقال منها إلى غيرها كما هو معروف عند المربين المرشدين.

٢ - آداب المريد مع إخوانه:

١ - حفظ حرمتهم غائبين أو حاضرين، فلا يغتاب أحدا منهم، ولا ينقص أحدا، لأن لحومهم مسمومة كلحوم العلماء والصالحين.

__________

(١) الفتاوى الحديثية ص ٥٥.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب العلم.

٢ - نصيحتهم بتعليم جاهلهم وإرشاد ضالهم، وتقوية ضعيفهم.

وللنصيحة شروط ينبغي التزامها، وهي ثلاثة للناصح، وثلاثة للمنصوح.

فشروط الناصح:

١ - أن تكون النصيحة سرا.

٢ - أن تكون بلطف.

٣ - أن تكون بلا استعلاء.

وشروط المنصوح:

١ - أن يقبل النصيحة.

٢ - أن يشكر الناصح.

٣ - أن يطبق النصيحة.

٣ - التواضع لهم والإنصاف معهم وخدمتهم بقدر الإمكان إذ سيد القوم خادمهم (١).

٤ - حسن الظن بهم وعدم الانشغال بعيوبهم ووكل أمورهم إلى الله تعالى:

ولا تر العيب إلا فيك معتقدا ... عيبا بدا بيّنا لكنه استترا

٥ - قبول عذرهم إذا اعتذروا.

٦ - إصلاح ذات بينهم إذا اختلفوا واختصموا.

٧ - الدفاع عنهم إذا أوذوا أو انتهكت حرماتهم.

__________

(١) أخرجه ابن ماجه والترمذي عن أبي قتادة رضي الله عنه، كما في فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ج ٤/ص ١٢٢.

٨ - أن لا يطلب الرئاسة والتقدم عليهم لأن طالب الولاية لا يولّى.

فهذه جملة من الآداب التي يجب على السالك مراعاتها والمحافظة عليها فإن الطريق كلها آداب، حتى قال بعضهم: (اجعل عملك ملحا وأدبك دقيقا).

وقال أبو حفص النيسابوري رضي الله عنه: (التصوف كله آداب، لكل وقت آداب، ولكل حال آداب، ولكل مقام آداب، فمن لزم الأدب بلغ مبلغ الرجال، ومن حرم الأدب فهو بعيد من حيث يظن القرب، مردود من حيث يظن القبول) (١).

وبالجملة فأدب المريد لا نهاية له مع شيخه ولا مع إخوانه ولا مع عامة الوجود، وقد أفرده المربون بالتآليف، وألف فيه ابن عربي الحاتمي، والشعراني، وأحمد زروق، وابن عجيبة، والسهروردي، وغيرهم.

***

__________

(١) طبقات الصوفية للسلمي ص ١١٩.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!