موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أفضلية ذكر الجهر

وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل إلى أن قال: وقد ألّف الشيخ إبراهيم الكوراني عليه الرحمة في تحقيق هذه المسألة رسالتين جليلتين سمّى أولاهما: نثر الزهر في الذكر بالجهر . وثانيتهما: اتحاف المنيب الأوّاه بفضل الجهر بذكر الله ) (١).

أفضلية ذكر الجهر:

قال العلامة الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح: (اختلف؛ هل الإسرار بالذكر أفضل؟ فقيل: نعم، لأحاديث كثيرة تدل عليه منها:

خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي . ولأن الإسرار أبلغ في الإخلاص، وأقرب إلى الإجابة. وقيل: الجهر أفضل لأحاديث كثيرة:

منها ما رواه ابن الزبير رضي الله عنهما: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا سلّم من صلاته قال بصوته الأعلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله ... الحديث (٢).

وقد كان صلّى الله عليه وسلّم يأمر من يقرأ القرآن في المسجد أن يسمع قراءته. وكان ابن عمر يأمر من يقرأ عليه وعلى أصحابه وهم يستمعون، لأنه أكثر عملا، وأبلغ في التدبّر، ونفعه متعد لإيقاظ قلوب الغافلين.

__________

(١) روح المعاني للعلامة الكبير الشيخ محمود الألوسي المتوفى سنة ١٢٧٠ ه ج ١٦/ص ١٤٧ - ١٤٨.

(٢) رواه مسلم في صحيحه في كتاب المساجد ومواقع الصلاة، والترمذي في كتاب الصلاة.

وجمع بين الأحاديث الواردة بأن ذلك يختلف بحسب الأشخاص والأحوال؛ فمن خاف الرياء، أو تأذّى به أحد كان الإسرار أفضل، ومتى فقد ما ذكر كان الجهر أفضل. قال في الفتاوي : لا يمنع من الجهر بالذكر في المساجد، احترازا عن الدخول تحت قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ الله أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ} [البقرة: ١١٤]. كذا في البزازية.

ونص الشعراني في ذكر الذاكر للمذكور والشاكر للمشكور ما لفظه: وأجمع العلماء سلفا وخلفا على استحباب ذكر الله تعالى جماعة في المساجد وغيرها من غير نكير، إلا أن يشوش جهرهم بالذكر على نائم أو مصلّ أو قارئ قرآن، كما هو مقرر في كتب الفقه (١).

وقال ابن عابدين في حاشيته الشهيرة:

(وفي الفتاوي الخيرية من الكراهية والاستحسان جاء في الحديث ما اقتضى طلب الجهر به نحو: وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم . رواه الشيخان.

وهناك أحاديث اقتضت طلب الإسرار. والجمع بينهما: أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، كما جمع بذلك بين أحاديث الجهر والإخفاء بالقراءة، ولا يعارض ذلك حديث خير الذكر الخفي لأنه حيث خيف الرياء، أو تأذي المصلين أو النيام، فإن خلا مم ذكر فقال بعض أهل العلم: إن الجهر أفضل، لأنه أكثر عملا، ولتعدي فائدته إلى السامعين ويوقظ قلب الذاكر، فيجمع همه إلى الفكر، ويصرف سمعه إليه، ويطرد النوم، ويزيد النشاط. ا. هـ ملخصا وتمام

__________

(١) حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص ٢٠٨.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!