موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


السابعة والثلاثون ** | ** الثامنة والثلاثون ** | ** التاسعة والثلاثون

أهل زيادتي، وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنّطهم من رحمتي، إن تابوا إليّ فأنا حبيبهم، فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا فأن طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب (١).

والمعية الحاصلة للذاكر معية لا يشبهها شيء، وهي أخص من المعية الحاصلة للمحسن والمتقي، وهي معية لا تدركها العبارة ولا تنالها الصفة وإنما تعلم بالذوق.

السابعة والثلاثون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره، فإنه اتقاه في أمره ونهيه، وجعل ذكره شعاره، فالتقوى أوجبت له دخول الجنة، والنجاة من النار، وهذا هو الثواب والأجر، والذكر يوجب له القرب من الله عز وجل والزلفى لديه، وهذه هي المنزلة.

الثامنة والثلاثون: أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى.

وذكر حماد بن زيد: أن رجلا قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوة قلبي. قال: أذبه بالذكر. وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار، فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله تعالى.

التاسعة والثلاثون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه، فالقلوب مريضة ودواؤها وشفاؤها ذكر الله تعالى، قال مكحول:

__________

(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!