موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الأربعون ** | ** الحادية والأربعون ** | ** الثانية والأربعون ** | ** الثالثة والأربعون

(ذكر الله تعالى شفاء، وذكر الناس داء) (١) وقيل:

إذا مرضنا تداوينا بذكركم ... ونترك الذكر أحيانا فننتكس

الأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها، والغفلة أصل معاداته ورأسها، فإن العبد لا يزال يذكر ربه حتى يحبه فيواليه، ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه فيعاديه. قال الأوزاعي: قال حسان بن عطية: ما عادى عبد ربه بشيء أشد عليه من أن يكره ذكره أو من يذكره. فهذه المعاداة سببها الغفلة، ولا تزال بالعبد حتى يكره ذكر الله، ويكره من يذكره، فحينئذ يتخذه الله عدوا كما اتخذ الذاكر وليّا.

الحادية والأربعون: أن مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك، لما ذكر عن أبي الدرداء قال: (الذين لا تزال ألسنتهم رطبة بذكر الله عز وجل، يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك).

الثانية والأربعون: أن الذكر سدّ بين العبد وبين جهنم، فإذا كانت إلى جهنم طريق من عمل من الأعمال، كان الذكر سدا في تلك الطريق، فإذا كان ذكرا دائما كامل كان سدا محكما لا ينفذ فيه، وإلا فبحسبه.

الثالثة والأربعون: أن جميع الأعمال إنما شرعت إقامة لذكر الله تعالى فالمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى، قال تعالى: {وأَقِمِ اَلصَّلاةَ لِذِكْرِي (٢)} [طه: ١٤].

__________

(١) رواه البيهقي عن مكحول مرسلا بلفظ: (إن ذكر الله). كما في كشف الخف للعجلوني ج ١/ص ٤١٩.

(٢) الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن قيم الجوزية. وما يلفت النظر أن ابن عطاء الله السكندري ذكر هذه الفوائد نفسها في كتابه مفتاح الفلاح ص ٣٠. فنقلها عنه ابن القيم مع شيء من التنسيق والإضافات البسيطة دون أن يعزو ذلك إلى مصدره الأصلي مفتاح الفلاح لابن عطاء الله، والمعلوم أن ابن عطاء الله توفي =



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!