المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
قوم أقامهم الحق لخدمته ، وقوم اختصهم بمحبته، ﴿كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا﴾.
قَوْمٌ أَقَامَهُمْ الْحَقُّ لِخِدْمَتِهِ ، وَقَوْمٌ اخْتَصَّهُمْ بِمَحَبَّتِهِ، ﴿كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.
أي قوم اختارهم الحق تعالى لخدمته حتى صلحوا لجنته وهم العابدون . وقوم اختصهم بمحبته حتى صلحوا لدخول حضرته وهم العارفون والمحبون . والكل منتسبون إلى خدمته لكن خدمة الأولين أكثرها بالجوارح والآخرين أكثرها بالقلوب على حسب ما يليق بكل من القسمة الأزلية التي منحها لهم علام الغيوب . كما قال تعالى: { كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاء وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } ( 20 ) الإسراء أي ممنوعاً . فإذا شهد العبد انفراد الله تعالى بهذه الإقامة رجع عن الاحتقار فإن ذلك من الجهل بحكمة العزيز الغفار.