موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الحكمة الإلهامية

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو لإسحق الحكيم الرومي

وفيه مقدمة طويلة في الرد على الفلاسفة، خصوصًا منهم أرسطوطاليس وابن سينا، ثم في تكفير من قال بوحدة الوجود من الصوفية، أما باقي الكتاب فهو على أربعة فنون: فـ1ـي أحوال تعم الأجسام، فـ2ـي أحوال العناصر وما يتكون منها من الحيوانات والنباتات الخ، فـ3ـي حقائق الأفلاك وحقائق الكواكب وكيفياتها وخواصها، [فـ4ـي الالهيات]؛ ويبدو أنه من تأليف بعض الحكماء من موالي الروم، في عهد السلطان سليمان القانوني (926 هجري -974/1520 هجري -1566)، وقد اعتنق والده الإسلام

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[1]فصل في الكلي والجزئي . والفرق بين الكل والكلي ، والكل والجزء

واعلم أنَّ الكلي : الإنسانية مثلاً ، ليست واحدةً بالعدد ، موجودة في كثيرين، وإل لكان الشيء الواحد المعين في حالةٍ واحدةٍ موصوفاً بالأعراض المتضادة ، كالأبيض والأسود والعالم والجاهل وهذا محال ، بل إنسانية زيد غير إنسانية خالد ؛ وتشتركان في مفهوم الإنسانية. وذلك المشترك هو معنى معقول في النفس ، مطابق لكلِّ واحدٍ من جزئياته في الخارج ، على معنى أنَّ ما في النفس لو وجد في أيِّ شخصٍ من الأشخاص الخارجية لكان ذلك الشَّخص بعينه من غير تفاوت أصلاً ، وبهذا خرج جواب مَنْ قال : إنَّ الموجود في الذهن صورة شخصية في نفس شخصيته ، ولا شيء مما هو صورة شخصية  في نفس شخصيته بكلي ؛ لأنَّ الكبرى باطلة . فإنَّ معنى كون الشيء كلياً مطابقته لما في كل واحد من أشخاصه بالمعنى المذكور . فالصورة العقلية مِنْ حيثُ كونها صورة واحدة في عقل زيد جزئية ، ومن حيث كونها مطابقة لما في كلِّ واحدٍ من النَّاس كلية . وأما الجزئي فإنما يتعين بمشخصاته الزائدة على الطبيعة الكلية : كالأين والوضع والكم والكيف وغير ذلك... فإنَّ الكلي نفس تصوره غير مانع من الشركة ، والجزئي نفس تصوره مانع من الشركة والتَّشخص ، من حيث هو مانع من الشركة ، فالتَّشخص زائد على الطبيعة الكلية .

وأما الفرق بين الكل والكلي فهو على خمسةِ أوجهٍ : أحده الكل من حيث هو كل موجود في الأعيان ، وأما الكلي من حيث هو كلي فليس موجود في الأعيان ؛ لأنَّه من المحال أن يوجد شيء بعينه في الأعيان ، ثم أنه يكون مشتركاً فيه بين كثيرين . والثَّاني : أنَّ الكلَّ يعدُّ بأجزائه ويكون كلُّ جزء داخلاً في قوامه ، وأما الكلي فإنه لا يعد بجزئياته ، ولا أيضاً الجزئيات داخله في قوامه . والثَّالث : أنَّ طبيعة الكل لا تقوّم الأجزاء التي هي فيه ، بل تتقوّم بها . وأما طبيعة الكلي ، فإنها تقوّم الجزئيات ، وقد تكون جزءاً من أجزاء قوامها . والدليل عليه أنَّ الأنواع متقوّمة من طباع الأجناس ، والفصول والأشخاص متقوّمة من الطبيعة النوعية مع الأعراض الخارجية المشخصة. والرابع : أنَّ الكل لا يكون محمولاً على كلِّ واحد من الأجزاء ، والكلي يكون محمولاً على كل جزئي . والخامس : الكل يحصر أجزاؤه ، والكلي لا يحصر جزئياته . وأما الفرق بين الكل والجزء فهو أنَّ الكلَّ عبارة عن المجموع من حيث هو مجموع ، والجزء عبارة عن كل واحد من الآحاد التي منه يتركب ذلك المجموع .



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!