موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


فإن لكل شيء شروطًا، جرت عادة الله بوقوف ذلك على اجتماع تلك الشروط

لذلك تمم هذا المتكلم فقال في وصيته: (فإن لكل شيء شروطًا، جرت عادة الله بوقوف ذلك على اجتماع تلك الشروط)، فقوله: (عادة) أدبًا مع الله، فإنه لا يشعر به حقيقة، فإنه في الأمر ما ثم نفسه عادة، بل هو مع الأنفاس خلق جديد، فتعرفه، فإن الأمثال تمنع من الوصول إلى ذلك التحديد، كما قال تعالى: ﴿وَأُتُو بِهِ مُتَشَابِهاً﴾ [البقرة: 25]، فيقولون هذا ذلك، وبالذوق يُعرف الفرقان، والوجود كله في عين الفرقان، فالقرآن من حيث تماثل الصور، والفرقان من حيث الأذواق، فالقرآن في العموم، والفرقان لا يحصل إلا للمتقين الله تعالى.

 ثم قال: (بل احضر ذلك ببالك، ووجه خاطرك به إلى الشيخ، كأنك تسأل إنجاز ذلك وسبب تأخيره) إنما أوصى هذ الشيخ بهذا؛ لأنه علم أن الإنسان خلق عجولاً، وأنه لا يصبر، فأعطاه طريقًا لعجلته، والأولى ألا يفعل، فإن فعل فقد أبان له ما يقصده في ذلك الفعل، ولاسيما وقد سمع هذ الشيخ والمسلمون قول أبي بكر رضي الله عنه للنبي ﷺ في يوم بدر، ورسول الله ﷺ يناشد ربه في نصرة الدين، فإنه علم أن النصرة في ذلك اليوم مشروطة بمناشدته، ولا علم لغيره بذلك، فقال أبو بكر رضي الله عنه: «يكفيك يا رسول الله مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك»، ولم ينكر عليه رسول الله ﷺ قوله، فجاز لنا أن نطلب من الله، أو من الشيخ إنجاز م سألناه لما نعلم من فضله، فإن لم يحصل، علمنا أن ثَم سببًا أخر ذلك فيزيد علم السبب، فإن اقتضت حقيقة ذلك السبب أن نقطعه قطعناه، وإن اقتضى الوقوف عنده حتى ينتهي وقفنا عنده، والسبب محصور في زمان أو مكان أو حال، ما ثَم غير ذلك، والحال وحدها من هذه الشروط معلومة للعارفين، فإنهم أصحاب أذواق، فيعلمون أن الحال التي هم عليها لا يحصل معها ما طلبوه، وإن اقتضى حصول ذلك، فحينئذ يعلمون أن المانع الزمان أو المكان.

ثم قال: (فإن شيخك يلهمك ذلك، وينبهك على تلك الشروط بإذن الله تعالى) أي: إن أمره الله بذلك نبهك عليه، وإن لم يأذن سكت عنك، فاعلم ذلك، إلا أن هن أمرً أنبهك عليه، وذلك أن لك شيخًا من خارج، ومثاله الذي فيك منك لاتحاده به، وكونك أشربته ذاتك، وأن ترى شيخك الخارج عنك في مثاله الذي فيك، كما جاء: «اعبد الله كأنك تراه»، فأمرك أن تمثله بين عينيك في عبادتك إياه، فقوله: (فإن الشيخ يلهمك ذلك وينبهك) فإن كان الشيخ الخارج عنك بجسمه، فيشترط في هذا الإلهام والتنبيه معرفة الشيخ بذلك، حتى أنه لو سُئل لقال عين ذلك الذي وجده المريد في نفسه من الشيخ، وإن كان الشيخ لا علم له بذلك، فالإلهام والتنبيه إنما وقع فيك من الشيخ المتوهم عندك، الذي قلنا أنه مثاله، ولولا أن الحق بكل شيء عليم، لقلنا فيه مثل هذا، إلا أن الفرق بينهما بَيِن، وذلك أن الشيخ من خارج، وإن كان لا علم له بم يجده المريد على التعيين والتمييز، ولكن يعلمه في التحميل وهمته متعلقة بكل م يعطيه الطريق مما فيه سعادة السالك عليه، والإله الحاصل في اعتقاد المعتقد الذي وسعه القلب، هو الملهم المنبه لهذا العبد المعتنى به، والحق الذي هو متعلق كل اعتقاد منه تكون المادة لهذا المعتقد الخاص الذي وسعه القلب، ومنه  يأخذ صاحبه والله الجامع عالم بذلك على التفصيل، فيقول العبد بم يجده الوجدان الخاص، قال لي الحق، وقلت له، مثل صاحب المواقف والمشاهد وغيرهما، هذ هو الذي يعول عليه في نفس الأمر، إلا أن الشيخ هنا من حيث جسمه هو خارج عنك، والحق الجامع لا يتصف بالدخول فيك ولا بالخروج عنك، ولا بأنه أنت، ولا بأنه ليس أنت، بخلاف تحكم جسمية الشيخ فإنه غيرك، ومميز عنك، ولا بأنه أنت، وعندك ما ليس عنده، والحق الجامع كل ما عندك عنده، وكل ما عنده ليس عندك مفصلاً وإن كان عندك مجملاً، ويظهر لك شيئًا بعد شيء، دني وآخرة إلى ما لا يتناهى.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!