موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


ويقظة

وقوله: (ويقظة) يحذرك من الغفلة أن تكون صفتك، فاليقظة هنا انتظار م حسنت الظن فيه بربك أن يحصل لك.

وقوله: (في ذكر) أي: لا يحملك تأخير ذلك والاستبطاء عن العمل، والذكر وهو أن تذكر مع الله في الأنات، فإن الله يحب الملحين في الدعاء، ولذلك كثرت من  النبي ﷺ [مناشدته يوم بدر] ربه في النصرة، لعلمه بذلك، ولما لم يعلم أبو بكر رضي الله عنه ما علم، علمه رسول الله ﷺ قال له: يا رسول الله يكفيك مناشدتك ربك، فإن الله تعالى منجز لك ما وعدك، فلولا أن أبا بكر سمع رسول الله ﷺ أن الله قد وعده ما ذكر ذلك ولا تحكم على الله، لكن غاب عن أبي بكر ما علم رسول الله ﷺ من ربه، الذي جعله يكثر مناشدته في ذلك، فلم يكن أبو بكر رضي الله عنه بأقوى نفسًا، ولا أحصى في علم من رسول الله ﷺ، وما حمل أبو بكر رضي الله عنه على هذا إلا شفقة على رسول الله ﷺ، لما رأى ما هو فيه من الشدة والتضرع، حتى كان من قوله لربه: «إن تهلك هذه العصابة لن تعبد من بعد هذا اليوم»، فانظر ما تحت هذا الخـبر من الفوائد لمن يفطن، وعلم كمال رسول الله ﷺ في ذلك. ثم قال: (فاجتهد أيها المريد إذا سُلك بك هذا المسلك، أن تقف عند شيء يعرض لك من العوائق، فإنه أول ما يعرض عليك شيء خرجت منه، وبعته لله تعالى) فاعلم أولاً أن كلام هذا الرجل وإن كان فيه تخبط فالقصد مستقيم، ولو أذن في تحرير ألفاظه حررناها، لكن لابد أن [نحرك ما] شرحنا لكلامه حتى يستقيم الفهم فيها؛ لأنه ل يجوز لك أن يجعل الله مشتريًا إلا فيما جعل هو نفسه فيه ولا تتعدى، وليست إلا نفسك إن كنت مؤمنًا، فـ ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ﴾[التوبة: 111]، لدعواهم في ملكها، فذكر وهو الصادق أنه اشتراها منهم، فتضمن شراؤه إياها بيعهم بقوله في بيعهم: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي﴾ أي: يبيع ﴿نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 207]، وليس إلا المؤمنون، فهذه الآية أخت الأخرى، فدلت هذه الآية على بيعهم، والأخرى على شراء الحق منهم، وبين الصنف الذي باع وهو المؤمنون، ولذا قال: ﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾ وما قال الناس فجاء بحرف التبعيض، فإن العلماء من الناس ولا يتمكن لهم بيع نفوسهم من الله، لعلمهم  بأن [ملك] الله ما زال عنها فما اشتراها من العلماء، ولكن تصرف في نفوس العلماء ابتداءً، تصرف الملاك، وتصرف في نفوس المؤمنين ثانيً بعد الشراء منهم، فبَين العالم والمؤمن فرقان عظيم ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة: 11]، والذين أوتوا العلم هم الذين من الأمور على بصيرة، والمؤمن مقلد مُسَلِم، فالمؤمن متبع، والعالم لا يكون بهذه المثابة، فإن يرجع برجوع من مقلده، والعالم لو ابتلاه صاحبه بأمر يوجب الرجوع ما رجع من علمه لرجوعه، ويعلم أن رجوع صاحبه، وعرض ذلك عليه ابتلاءً لعلمه، والمؤمن ليس كذلك، فإن الله تعالى وإن أضاف الملك إلى عباده؛ فإن العالم يقبل الإضافة ول يقبل المُلك عباده، فإن العلم يمنعه من ذلك، والمؤمن يقبل الملك والإضافة، فوقع البُشرى من المؤمن لا من العالم، وما اشترى منهم إلا نفوسهم خاصة؛ لعلمه أن جميع م يملكه المملوك تابع له، فإذا اشترى تبعه جميع ما يملكه، فكأنه اشترى الجميع لأن السيد له التصرف في عبده وفيما يملكه عبده، فملك العبد مزلزل، ومن الناس من يرى أن الأمور مستحقة فيأخذها بالاستحقاق لا بالمِلك، وهذا هو طلبه الأحوال كما يقول: باب الدار، فالدار تستحق الباب فيضاف إليه إضافة استحقاق؛ لأن الدار يملك الباب، كذلك الأمور كلها بالنظر إلى الحق سبحانه وتعالى، يستحق بعضها بعضًا، والمالك الله خاصة، كما أن مالك الدار مالك لبابه، فلا نبيع من الحق؛ إلا ما قال فيه لنا أنه يشتريه ولا يزيد على ذلك.

وأما ذكره العوائق، فاعلم أن كل علاقة عائقة، وما كل عائقة علاقة، فالعلائق م لك بها تعلق قلبي فتعوقك العلاقة لمحبتك فيها عن غيرها، فلا يكون لك مطلوب سوى م تعلقت به، ما لك همة فيما وراء ذلك، وأما العوائق فهي الأعم في المنع، فإن العوالق م تتعلق النفوس بها وهي العوائق الداخلة، ومن العوائق ما لا تتعلق النفوس بها وهي الموانع من خارج، التي نهاك الحق عن التعلق بها، وأما ما أمرك الحق بالنظر فيه وتدبيرها من أهل وولد وغير ذلك فما هي عوائق، فإن الحق تعالى قد شرع لك فيها طريقً إليه، إذا سلكت عليه وصلت إلى مطلوبك، وهو الله فليس الأهل والولد، ولا كل ما أضيف إليك، وشرع فيه طريقًا إليه تعالى بعائقة، وإنما الغافل تعلق خاطره بأمر معين من عند الله لا بالله، فيكون ذلك الأمر الذي أضيف إليه عائقًا بينه وبين من يروم الوصول إليه مما هو من عند الله، ولو كان مطلوبه الله لا من عند الله؛ ليسلك على الطريقة التي شرعها الله في ذلك الأمر الذي سماه هذا عائقة، فوصل إلى الله، فهذا من جهل الناس بما يطلبون وبما يسلكون عليه، لا جرم أنهم ما يبرحون في التشويش ونكد الخاطر والأمراض النفسية، فإن سبب المرض إنما هو الغرض، فمن لا غرض له لا مرض له، أعني المرض النفسي.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!