موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً

ومعلوم أن المريد إذا صدق في التوجه إلى الشيخ، فإن الشيخ يعطيه الله في قلبه م يكون به ارتقاء ذلك المريد، وقد يكون الشيخ قبل ذلك لا علم له به، وإنما فُتح عليه بصدق هذا المريد القاصد، فيكون المريد قد تصدق في مشيه على الشيخ، من حيث لا يشعر ولا يقصد، فلما أن تحصل للشيخ بقصد هذا المريد إليه، علم ما لم يكن عنده معلومً قبل ذلك، وأما الحضور مع علم قد كان يعلمه قبل ذلك، ولكن لابد من زيادة، وهو أن الشيخ يعلم في الوقت ما لم يكن عنده به علم، وهو علمه بهذا المريد في هذا الوقت، ومناسبته للعلم الذي يفيده الشيخ هذا لابد منه، فلابد أن يكون مشي المريد للشيخ صدقة من المريد على الشيخ، من حيث لا يشعر المريد، وقد ذقنا هذا من نفوسنا، وسمعن من مشايخنا ذلك فقالوا: قد يُفتح على الشيخ بعناية قصد المريد، وصدقه في الشيخ في علم يكون فوق مرتبة الشيخ بحال المريد، لا بحال الشيخ، فيستفيد الشيخ من ربه بقصد هذ المريد، ما لا يبلغه همة الشيخ ولا مقامه، ولا أعطاه، فقد رأينا من المريدين، من تكون له همة فوق ما تقتضيه مرتبة شيخ من الشيوخ، وقد جزم المريد على أنه لا يحصل له ذلك؛ إلا من هذا الشيخ، فيعطي الله تعالى هذا الشيخ من الاستعداد في الحال م يصل به التجلي الإلهي المعطي هذه المسألة، التي تعلقت بها همة ذلك المريد لعلوه.

فإن الشيخوخة في هذا الطريق ما هي أرفع المقامات والأحوال، وإنما هي بمنزلة علم الطبيب من علم الطبيعة، وهي علم خاص يصلح بالتربية، لأنه كالطبيب للعليل، والداية للتربية لا غير ذلك، وقد يكون للشيخ مرتبة ما هي له بما هي شيخ مربٍ، وإنما هي بحسب ما تقتضيه عناية الله به، فمن عَلِم مرتبة الشيوخ أنزلهم منزلتهم، ولا يتعدى بهم م لا تعطيه مرتبة الشيوخة، والشيخ في عموم أحواله مشغول بربه، ولا يحضر مع ما يصلح بالتلامذة؛ إلا في وقت حضورهم عنده، وتعلق هممهم به، أو في وقت استحضار الشيخ إياهم في باطنه لا غير، والشيخ أيضًا مثل المريد الطالب من الحق ما ليس عنده، كما أمر الله تعالى نبيه ﷺ فقال له: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً[طه: 114]، فإن الأمر لا يقف عند غاية، وليس وراء الله مرمى، فالسفر فيه بالهمم والعقول إلى غير نهاية، وهو أعلى السفر، وأما دونه فالسفر إليه، فاعلم ذلك.

وإن كان هذ الوجه يسوغ أعني: التصدق على الشيخ فهو تغطية للحال ينبغي ألا يكون مقصودً للتلميذ، وإن كان مقصودًا للتلميذ، ويرى أنه يتصدق على الشيخ بمشيه، [فإنه ل يُفلح]، فإنه لم يقصد إلا فقيرًا، وينبغي ألا يقصد إلا غنيًا عنده ما يتصدق به عليه، ولا يبالي غلط في ذلك في حق هذا الشيخ أو لم يغلط، بل يوفي المقام حقه، ويعطي المرتبة حقها، فإنه على الحقيقة ما يقصد إلا الله، لكن تجلى له في صورة هذ المقصود، وكذلك قال الله تعالى: ﴿مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: 80]، فهو تجلى في صورة الرسول، ومن يطع أُولي الأمر منا، فقد أطاع الله؛ لأن الذي أمر بطاعة الله، هو الذي أمر بطاعة الرسول، وأُولي الأمر، فعطف بالواو من غير أمر بالطاعة، لكون أُولي الأمر من جنس الرسول، ولم يفعل ذلك في إطاعة الرسول، بل قرن مع الواو لفظة الطاعة، ليفرق بين من يقع معه المناسبة، وبين من لا تقع معه المناسبة، لأنه ليس كمثله شيء فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُو اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾، فاستأنف الطاعة، ثم قال: ﴿وَأُوْلِي الأَمْرِ﴾[النساء: 59]، فتعرف [المناسب] كم [تعرف] ما أبقى من المتناسب بالتجلي، في قوله ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾[الأنفال:1]، ولم يستأنف ﴿مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾[النساء: 80] بالوجهين من حيث أن الرسول مجلى الأمر، ومن حيث أن الله أمر بطاعة الرسول ﷺ، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن تولى يقول: ومن لم يطع ﴿فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً﴾، ﴿لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ﴾[الغاشية: 22]، ﴿إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البَلاغُ﴾[الشورى: 48]، «وقد بلغت فخلي م بيني وبين عبادي، أمضي فيهم مشيئتي».

ثم قال: (ويمشي وعليه الذلة والمسكنة والانكسار) لأن رسول الله ﷺ أمرن أن نأتي الجمعة بهذه الصفة، وهذا الإتيان إتيان من يطلب مناجاة ربه في مقام الجمع، أعني جمع الأسماء الإلهية، بإمام واحد في المقر، وهو ألا يشرك بالله بعبادة ربه أحدًا، وقد ورد «أن المصلي يناجي ربه»، فينبغي ألا يناجي غيره معه في صلاته.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!