موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي

قيل لقضيب البان : بالله صَلّ معنا، فقال: نعم، فمشى مع السائل لصلاة الجمعة، فلما أحرم الإمام، وأراد أن يركع في الركعة الأولى، ترك الصلاة قضيب البان وانصرف، فلما أكمل السائل صلاته مع الإمام، أدرك قضيب البان، فقال له: يا أخي أفرحتني اليوم بصلاتك معنا، ثم أحزنتني بتركك الصلاة وخروجك، قال: لم أر خلف من أصلي، فإن الإمام رأيته قد ترك الصلاة، وراح من محرابه إلى باب كنده يشتري بطيخًا، فلم أره في المحراب، فلم أجد خلف من أصلي فخرجت. فرجع السائل إلى الخطيب، فقال: م خطر لك في الركعة الأولى من صلاة الجمعة، فقال الإمام: خطر لي أني أخرج إلى باب كنده أشتري بطيخًا، فما أردت بذلك؟ قال: قضيب البان أخبرني بذلك.

فأولياء الله مع ما يكشف لهم لأنهم جواسيس القلوب، فما فعل قضيب البان إلا عين الشرع، فإنه ما أشهده الحق إلا انصراف الإمام، وتركه الصلاة والمحراب، فما رأى في المحراب أحد يصلي خلفه، ومن كان في مناجاة ربه؛ فلا يناجيه إلا بذلة ومسكنة وانكسار، فإنه تعالى العزيز، فل يدخل عليه ذو [عزة] بعزته، بل بذلة، والشيخ نائب الحق في الحكم في التلميذ، فالتلميذ قاصد الدخول على الشيخ، فلابد أن يصحب هذه الحالة؛ لأنه سائل فقير محتاج، والسائل ذليل، ولابد من كسر القلب لحاجته، يقول الله سبحانه وتعالى: «أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي». وما يأتي التلميذ الشيخ إلا من أجل الله، لا لعين الشيخ، فلذلك وصاه بهذه الصفة، فإنه إذا جاء المريد للشيخ محبة لله، خلع عليه بدل الذل خِلعة العزة، وهو قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[المنافقون: 8]، لأنهم ما كُشف لهم عن لباس المؤمن ثوب العزة الإلهية، فيخرج من عند الشيخ بهذه الخلعة، ويخلع عليه عوض الانكسار خلعة الجبر بالإقبال عليه، ويخلع عليه بدل المسكنة خلعة التصرف في العالم، وعلى قدر م يحضر به في [ملابسه] مما جاء به؛ يخلع عليه في مقابلة كل ثوب من ذلك ثوبًا ليقابله، فما ذكر الشيخ إلا ثلاثة أثواب، يدخل به عليه فيخرج بثلاثة خلع: خلعة العزة، والجبر، والتصرف، فعلامة من جاء إلى الشيخ بهذه الأحوال، أن يكشف هذه الخلعة التي خلع الله عليه، على يدي الشيخ.

ومتى لم يشعر المريد بما زاد في وصوله إلى الشيخ وحضوره عنده، فليس بصادق في الدنيا، ويتهم نفسه، ويتوب ويستغفر، ويعلم أنه ما أتى عليه إلا من نفسه، ولا يظلم ربك أحدًا، فإنه ما حكم عليك الحاكم؛ إلا بما أنت عليه في مسألتك، فإما لك وإم عليك، والحاكم بحكمك في كل حال، وبهذه المثابة هو الحق مع عباده، ولذلك كانت لله الحجة البالغة، والحكام نواب الحق، فلهم الحجة البالغة على المحكوم عليه، إذا حكم بالحق، [ومتى حاد] وقسط، فليس بنائب عن الله في أحكامه، وإنما هو صاحب غرض، فيراقب المريد الصادق أحواله في حركاته مع شيخه، وليكن شاهده على صدق حاله م تنتج حالته، فإن خرج بما به دخل، فقد خسر وقته، وما دخل ولا جاء فهو عابد هواه، ولذلك [قال] المشيخة فيمن يقصدها: إنما يخرج بما به جاء، فإن جاء بربه خرج به، وإن جاء بنفسه خرج بها، يقول: فإن كانت حالته تعطي أن [يقع] عليه، خلع الحق عليه، وإن لم يعط ذلك دخل صاحب نفس، وخرج بمثل ذلك، وكل من دخل على الشيخ أو أتى إليه، ولا يجعل في نفسه أن ذلك الدخول على الله، وذلك الإتيان إلى الله، فما دخل ولا أتى.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!