موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


فهو إلهام

وأما قوله: (فهو إلهام) إذ كان يقوم بالنفوس ما يشبه الإلهام وهو الوسوسة التي قال الله فيها ﴿يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾ [الناس: 5]، فيتخيل من لا يعرف الفرق بين الأمرين في الوسوسة أنها إلهام، وقد بينا لك ما يختص بكل خاطر فاعمل عليه، ولا تبالِ غير أن هنا دقيقة، وذلك مهما خطر لك خاطر، بفعل أمر فيه قربة إلى الله تعالى أو تركه، فلا ترجع عنه أصلاً إلى قربة أخرى حتى تمضيه، وتفعل ذلك هذا تحفظ منه، فإن فيه سُمًا قاتلاً من عدو الله، لما لم يقدر عليك لإيقاع معصية فاحشة بينة، أدرج لك النقص في مقامك، ورضي به، أي: بأن تكون ناقص الحظ، وإن سعدت فيخطر لك خاطر عمل مقرب، وإذا عزمت وعقدت مع الله فعله، أراك ما هو أولى منه لترجع عن ذلك، فتكون من الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه.

فمتى وجدت مثل هذا، فاعلم أنه إلقاء شيطاني، ولذلك قلنا لك: إذا كنت على عقد مع الله صوم أو غيره، وأمرك من هو أكبر منك بأمر يناقض ما عقدت عليه، فاعرض على هذ الكبير م عقدت عليه، فإن أمرك بعد ذلك برجوعك عن ذلك إلى أمره، فارجع  عن ذلك إلى ما أمرك به، ولا تخالفه، ويكون هو المطلوب بذلك لا أنت عند الله، وإن أمرك بالبقاء على عقدك، فابق على عقدك ولا تحله، وهو مذهبنا أنه من عقد مع الله عقدً فلا يحله حتى يفرغ منه، فإن النفوس إذا تعودت حل العقد مع الله، انحلت من عقد الشريعة، ولحقت ﴿بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾[الكهف: 104]، وما أدري قط أن أحدًا من المريدين، أمرته بأمر وكان على عقد من الله تعالى، يخالف ذلك الأمر فذكره لي، إلاوأمرته أن يبقى على عقده الأول عن أمري أيضًا، فإذ فرغ زمان ذلك وانقضى، حينئذ يفعل ما كنت أمرته به، إن بقيت أنا على ذلك، وإنما فعلت ذلك نصيحة له وتنزيهً لنفسي عن المطالبة في ذلك من الله تعالى، إذ لابد منها.

ثم قال أيضًا: ( [واجهد] أن تُخفي الصفات التي كنت تظهرها إلى الناس، حال صبوتك من الخصال المحمودة، والأفعال الجميلة، وتظهر ما كنت تخفيه من الناس، خشية من الناس وحياءً منهم، واحفظ سرك جهد طاقتك، فإن وجدت واردً من جهة الشيخ في زيارة قبر شيخ من المشايخ؛ فبادر إلى ذلك، فإنه خاطر صحيح شرعي، إلهام من الشيخ لك، فإذا حضرت عند القبر، فإن أُلهمت بأن تفعل ما يفعله التائبون، من الخروج عن النفس والدنيا، وإرادتك النفسية، وعن الجنة، والملكوت بأسره، وتبيع الكل في محبة الله، فافعله، فإنه خاطر محمود، غير أنك تجعل الدخول في ذلك جميعه الذي بعته إلى الشيخ، فإن أذن لك بالدخول فيه، فادخل فيه، تكن أنت في ذلك جميعه عارية).

هذه وصية لا تكون إلا لمن لا تعلق له بشيخ من المريدين، إنما تتعلق بالإخوان، فإن مريد التربية ليس له أن يتحرك، ولا يسكن، ولا يظهر؛ إلا بأمر الشيخ، وشيخه لا يأمره إل بما له فيه المصلحة، هذا شيخ الشيوخ أبو مدين رضي الله عنه كان يقول لأصحابه: [أظهرو الطاعات] منكم وأشهروها، كما أن العصاة في هذا الزمان يتظاهرون بالمخالفات، فاجعلوا كلمة الله هي العليا، ول تطفئوا نور الله بالإخفاء، ﴿أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾[الأنعام: 40]. وكان رضي الله عنه لا يُقر عليه قط كتابان كتاب الرياء، وكتاب السماع، فكان يقول في كتاب الرياء: إنه يولد الرياء، والتدقيق فيه يحكمه في قلب العامل، ولا عامل إلا الله، فإن الله تعالى يقول: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾[الصافات: 96]، فبماذا ترائي والعمل ليس لك.

وكذلك اظهروا في العامة، وتحدثوا بما يعطيكم الله من الكرامات في بواطنكم، وظواهركم، تكونوا في ذلك ممن أطاع أمر الله، فإن ذلك من أكبر النعم على العبد، والله يقول: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11]، وقال ﷺ: «التحدث بالنِعم شكر»، فكما يتحدث العامة بنقيض ذلك، فخالفوهم ونبهوهم، أن جميع ما يتقلبون فيه، إنما هي من الله تعالى نِعم، إن كانت رزايا فهي طريق الأجر التي يحصل لهم، فهي طريق إلى مُنَعِم محقق، وإن كانت غير رزايا فهي نِعم معجلة ينبغي الشكر عليها، فإن الله تعالى يقول: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]، فعلى كل حال، إظهار الدين أعلى من إخفائه، فم شرع الله الصلاة في مساجد [الجماعة]، والنداء في الصوامع، والحج، وأمر بالإهلال فيه، كل ذلك ليُظهر دين الله، وتعلو كلمة الله تعالى.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!