موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


تبيع الكل في محبة الله

وإذا وجدت ذلك الوارد، فاعمل فيه بحسب ما تعطيه حقيقته من غير تقييد، وأما الذي وصاك به من الفعل إذا وجدت ذلك، فإنه تكلم على وارد خاص، وهو قوله في زيارة قبر شيخ من المشايخ، فامتثل [وصيته] فإنها نافعة في هذا الموطن، ونحن إنم نبهناك على م يقتضي الوارد مطلقًا، فيعم قولي كل وارد من جهة الشيخ وغيره.

وأما قوله: (تبيع الكل في محبة الله) فيدلك عن الخروج من نفسك، فإن نفسك هي التي تطلب الكل، وهذ الخطب هين، فإن أبا يزيد يقول في حق المؤمن فأحرى المريد قال: المؤمن لا نفس له، فقيل له في ذلك، فقال ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم﴾ [التوبة: 111]، فلا نفس له ولا مال،  فإنه قد باعها من الله، واشتراها الله منه بحكم الوكالة من النفس الناطقة، والنفس التي وقع فيها البيع والشراء، هي النفس الحيوانية صاحبة الأغراض والشهوات، فاشتراها من المؤمن بوكالة النفس الناطقة، وعوضها بالجنة التي فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، والحيوانية هي صاحبة الشهوة، فتسلمت النفس الناطقة الجنة التي هي الثمن، وادخرتها عندها لهذه النفس الحيوانية، فإذا امتن الله على النفس الناطقة يوم البعث بهذه النفس الحيوانية، وردها عليها أبقى لها الثمن لم يرجع الحق فيه، فوهبته النفس الناطقة لهذه النفس الحيوانية، فإنها صاحبة الشهوات، والجنة دار الشهوات، وقد فعل رسول الله ﷺ ذلك مع جابر بن عبد الله رضي الله عنه كان معه في سفر، فاشترى منه ﷺ بعيره الذي كان عليه، فاشترط جابر على رسول الله ﷺ ظهره إلى المدينة فقبل الشرط، فلما وصل إلى المدينة وزن له ﷺ ثمن البعير، فلما قبضه وهبه البعير نفسه، فجمع له بين الثمن ورد البعير. فهكذا فعل الله بالمؤمن، الذي هو نفسه الناطقة، لما اشترى منه النفس الحيوانية بالجنة، أعطاه الجنة ورد عليه النفس بالبعث فيها إلى يوم القيامة، بل عند قبضه إياها، وهي الشهادة، فإن الشهادة وهي القتل في سبيل الله، انتقال من يد البائع إلى يد المشتري من غير فوت، فإن المقتول في سبيل الله ليس بميت، ولا يقال فيه إنه ميت شرعًا، فإنه في نفس الأمر ليس بميت، فعندما انتقل ردها الله على النفس الناطقة، كم رد النبي عليه الصلاة والسلام الجمل على جابر عند وصوله، وأعطاه الثمن معًا، فوصف الله سبحانه وتعالى لنا ذلك بقوله عز من قائل ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾[آل عمران: 169]، وقال عليه الصلاة والسلام في أرواح الشهداء: «إنه تعلف من ثمر الجنة»، أي: تأكل، وليس ذلك إلا للمقتولين في سبيل الله، وليس ثَم من يدخل الجنة بالنقد إل هؤلاء خاصة.

وأما قوله: (غير أنك تجعل الدخول في ذلك، كبيعك الذي بعته إلى الشيخ، فإن أذن لك بالدخول فيه فادخل فيه، وتكون أنت في ذلك جميعه عارية) يقول هذا لمن كان مريدًا تحت تربية شيخ وفي حكمه، فيخطر لك مثل هذا، فيكون حكمه ما ذكر من عرض ما خطر له في أمر البيع، أعني بيع الكل، فإن الشيخ لا يأمره بذلك إلا بحسب الوقت، وما فيه له مصلحة غير ذلك لا يكون، وذلك أنه في وقت وفي حال آخر لا يأمره بالبيع، بل [توقفه] على عين الحق في الأشياء، ولا بيع ولا شراء، لأن المالك ل يشتري ما هو له مالك.

ثم قال (فإن كان في يدك مال أو منصب، أو لك زوجة أو ولد، فذلك جميعه للشيخ، إن شاء أبقاه في يدك، وإن شاء أخرجه عن يدك إلى من يريد).

يقول هذا المتحكم عليه بكل ما يريه الله فيك، فسلم أمرك إليه، وإياك والاعتراض عليه، فيما يتصرف مم هو في يدك، فإنه رضي الله عنه ما يفعل بك شيئًا إلا لمصلحة تعود عليك، وهو غير متهم، فإنه وارث رسول الله ﷺ في النظر في المصالح، ولا ينظر في ذلك من نفسه، وإنم ينظر فيما يُلقي الله إليه في أمرك على الطريقة المعهودة، التي بينهم وبين الله م هم مع النظر العقلي، ولا مع التدبير والرؤية، فإن ذلك قد يوافق ويخالف.

ولما كان الأصل قوله تعالى ﴿فَالْحُكْمُ لِلَّهِ العَلِيِّ الكَبِيرِ﴾ [غافر: 12]، لم تر الطائفة أن تتحكم في شيء إلا بحكم الله المعهود بينهم، فإن للأولياء طريقًا يتلقون منها ما يُجري الله علي أيديهم، وذلك التلقي يسمى إلهامً وفهمًا عن الله، ويسمى في حق الرسل وحيًا وتنزيلاً، وشرعًا، وللرسول الأمران، وليس للورثة إلا الأمر الواحد من ذلك، وهو ما ذكرناه، وأصل الطريق في أمر الزوجة خصوصً دون ما ذكر، أن المريد إذا جاء إلى الشيخ وهو ذو زوجة، لا يفرق بينه وبينها، وإذ جاء وليس له زوجة لا يزوجه، بل يقبله على الحالة التي جاء عليها وبايعه وهو فيها، وكذلك جميع ما بيده في حكم التبع لما ذكرناه هذا أصل الطريق، فإذا شرع الشيخ في غير ما يعطيه أهل الطريق من الجهاد في ذلك، فلا يفعله إلا بأمر إلهي فيه لهذا المريد مصلحة.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!