موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


وكذلك أيضًا أمر الآخرة

ثم لتعلم أن الأمر صبر وشكر، نعمة وبلاء، فالبلاء يطلب الصبر، والنعمة تطلب الشكر في الدنيا، فقال هذا الشيخ: (وكذلك أيضًا أمر الآخرة) يعني في الدني تجعله للشيخ، فإن أمر بك إلى الجنة، أي: سلك بك طريق الراحات، ونيل الأغراض النفسية لما يرى في ذلك من المصلحة للمريد، فإن أمزجة الناس تختلف، فيعلم أن مزاج ذلك المريد الخاص لا يصلح إلا بالنعم، فهو من الشاكرين، ولو ابتُلي بالبلاء والمكاره، لنفر وكفر، والغرض نجاته من المهالك، فبأي شيء حصل ذلك، سلك به الشيخ عليه، فهذ أمر الشيخ بذلك المريد إلى الجنة، وكذلك إذا رأى من مزاجه أن النعمة تفسده وتلحقه بأهل البطر والأشر، وأن الفقر والبلاء يصلحه ويرده إلى الله تعالى، فيعلم الشيخ أنه من الصابرين، فيبتليه بما يكون به صابرًا، وليس إلا المكاره، فيربيه عليها، فيفضي به إلى السعادة وله أجر الصابرين، كما كان للآخر أجر الشاكرين، فهذا أمر الشيخ به إلى النار هنا.

وإما أن يأمر به إلى الجنة من طريق الشهوات والنعم، مع علمه أنه يهلك بها فلا، وكذلك الطريق الأخرى، وليس يريد هذا الشيخ بهذا القول، أن يأمر به إلى المعاصي التي تقود إلى النار وهي الشهوات المذمومة، ولا إلى الطاعات بالتغالي فيها التي تكسله عن الإتيان بها، بل له رضي الله عنه ميزان في ذلك يعرفه، فإن ظاهر قوله: (بالجنة والنار) إذا كانتا هنا هو أن ينظر كل واحدة بما حُفت به في الخبر النبوي الإلهي، والنفوس كلها ليست على مزاج واحد، والشيخ أعرف بالمصلحة والإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم «نصف صبر ونصف شكر» فالشكر يطلب النعم والملذوذات، والصبر يطلب المكاره والمشقات، والصبر والشكر حالان منزلتهما في الدنيا، والله يحب الشاكرين كما يحب الصابرين ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ القِيَامَةِ﴾[الأعراف: 32]، فهذا شخص انتقل من جنة إلى جنة، فليحمد الله ويشكره على ذلك، وقد أبنت لك عن مقصد هذا الشيخ بهذا القول، فإن الشيخ والرسول لا يـأمر بأحـد في حال إرشاده بم يكون غاية طريقه إلى النار هذا ما لا يكون. ثم قال :(وبالجملة إذا بلغت هذه الغاية، فكن مع شيخك كأنه هو الذي أخرجك إلى الوجود، ويُميتك ويحييك، ويضرك وينفعك به، ويخذلك ويشرفك، ويكسرك ويجبرك، ويعزك ويذلك، بإذن الله سبحانه وتعالى).

يقول: (وبالجملة إذا بلغت هذه الغاية) من التسليم لأحكام الشيخ فيك، فلتعلم أن الله تعالى هو المتحكم فيك، فإن المريد إذ صدق في صحبة الشيخ، لم يجر الله على يد  الشيخ إلا ما فيه نجاة ذلك المريد وسعادته، وقد يكون ذلك فيم يسر ظاهره، وفيما يسوء ظاهره، كما ذكر يقول لك: لا تنظر الشيخ من حيث صورته الظاهرة، التي تشبهك بها، وإنما يكون نظرك أن الحق تجلى لك في صورة هذا الشيخ، كم تجلى في صورة الرسول، فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله، فإذ نظرت إلى الشيخ بهذه العين، علمت [أنه] ما يحكم فيك غير الله تعالى، والصورة الشيخية آلة يفعل بها الله فيك ما يأمرك به لسان هذا الشيخ، [فتقيده] بإخراجك إلى الوجود من العدم.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!