موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

من مراسلات الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


- سلام عليكم ابا يوسف سلام البنى على ذاته
فقال السلام علينا وقد توسط بحر مناجاته
فما من فراق يكون السلام ولا من ورود من آياته
و لكنها نكتة سافرت من اعلى الى علوا ثباته
و رحمة اللّه وبركاته.

اما بعد فكتبه من لا يراكم غيره ثانيا، ولا يزال على جلالكم ثانيا، ولا يبرح عنانه الى جهة حضرتكم ثانيا، ولا يعتقدكم اولا ولا  تاليا، بل وصله ايجاد وسر اتحاد فلو كان الامر اثنين لذقنا الم البين، فدل وجود اللذة فى بعد الدار، على اتحاد الاسرار، ولو وجدنا اللذة بالاقراب، لتشوقنا الى لقاء الغياب، ولكن لم يزل الحاضر مع ذاته حاضرا، وان كان واردا عليها وصادرا، ومن اللّه سبحانه نسأل المنحة لمن حرم ما او مأنا اليه ولم نغر فى ذلك عليه اذا الغيرة على الاغيار موقوفة، وعلى ارباب اهل الجمع والوجود مصروفة، هيهات ما اقرب من ليس بات، وكيف يغار الانسان على ان يقف بعضه على بعضه، او يحول بين سنته وفرضه.

و قد قال من امرنا بالجرى على مهيعه، ان الانسان تكمل له فريضته من تطوعه، فلو لا ان الفريضة والنافلة سيان، ما امتزجا بالاعيان، فليس العالم على هذا بغير العارف، ولا الراجع بثان للواقف، فليس الا الاتحاد الصرف، لو لا العادة والعرف، الذى صحت به المراسلة واستجليت المواصلة، وكانت المكاتبة والمخاطبة، وفرق بين المعاقبة والمعاتبة، ولو لا حقائق العوالم، ما ندبت الاطلال والمعالم، ولوقوفكم رضى اللّه عنكم على حقائقها، واختلاف طرائقها، سألتم الالتقاء جسما، والاجتماع رسما، اذ وانتم العالمون بما ذكرته والعارفون بما سطرته من ان اجتماع الاجساد انما هو راجع لما ذكرناه من التأنيس المعتاد ولكن صاحب الحال الذى انخرقت عبادته  و ثبت حشره واعادته لا تزيده ما دام على  هذه الحالة تلك العوائد تاثيرا م الامزجا منها بحاله بشيرا، فيأخذه منه بشراه، ويرده على مسراه، حتى يتنزه الحاضر، عن التعلق بالوارد، والقلب عن التعلق صادر، والرغبة اليكم فى الدعاء الموصول، فى مظان القبول، واللّه يقدس اوصافكم، ويحمد اتصافكم والسلام عليكم مردد معاد.

ابا يوسف واللّه يعلم نيتى وما بفؤاد الصب من لوعة الحب
لقد كنت اشهى ان اسير اليكم من الناهل الظمآن للمورد العذب
و لكننى لما رأيت بحالكم مزيد مع الاحبار فى حضرة القرب
فررت حذارا ان اموت صبابة بمشهدك الاسنى فافضح فى صحبى



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!