موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

من مراسلات الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


-اسلم على من خرج عن رق الاوقات وكلم من غير ميقات، السيد المؤمل العارف الاكمل، ابقاه اللّه مرشدا كما اكرمه فرعا ومحتدا، كتبته وقد افنانى الحق عن شهود  الحركات والسكنات وملاحظة الواردات الممكنات واوقفنى فى حضرة الادب والتجلى.

و قال لى هذا باب الاسم العزيز فعليك بالتخلق به والتحلى، وبينك وبينه من وراء هذا الحجاب سبعون الف حجاب، لو رفعت عنك لاحرقتك سبحاته ومحقتك لمحاته، لكن قد اذن له ان يبرز لك صفة من صفاته على شكيك  ذاته، وان كانت ذاته مقدسة عن التضاهى، كما تقدست عن الوقوف والتناهى، وقد اخفيتها فى خزائن الغيرة حتى لا يلحظ من وجودى غيره وترك الطالبين على الكشف عليه فى مهامه التيه والحيرة، فهو صدفة درة المواد، وحدقة عين الاشهاد، فتأهب لتجلى سيدك وانظر واشكر اللّه على ذلك ولا تكفر، فكانى بك، يا سيدنا قد تبرزت فى صدر الوترية فغابت لتجليك كل صفة شفعية، فنظرت بطرفك الايمن، الى عالم البقاء، بصفة ارحم الرحماء، فاتبعت رسومهم وامحقت جسومهم، واسبغت عليهم من لذيذ نعيم مشاهدتك ما افناهم عن كل نعيم، واسقيتهم من شراب معرفتك ما اغناهم عن ملاحظة الرحيق المحتوم الموقوف على اهل الجسوم، فرفعتهم بذلك عن درجة المقربين الى محل المقربين، ثم نظرت بطرفك الايسر وكلاهما يمين الى عالم الفناء بصفة القهر والكبرياء فاعدمت آثارهم واطمست انوارهم وعطلت عشارهم وكورت شموسهم وافنيت نفوسهم فعند ما رأيت قد قهرهم سلطانك واذهب شبهتهم برهانك، نادى العزيز العلى  مهلا يا وجودى برعيتك مهلا فراجعته فقلت يا من او ترنى بذاته وشفعنى بصفاته وقال لى اظهر باسمائى وتجل لعبادى من ابواب سمائى ومن اسمائك القهار الشديد فكيف يبقى عند تجلينا بهذا الاسم رسوم لوجود العبد   قال صدقت ولكن قد بلغ الفناء فيهم حده، وفعل فيهم جهده، فردهم بك اليهم واسبغ من نعيم مشاهدتك عليهم والحقهم باهل البقاء فهو اهل الفوائد عند اللقاء، فنفخت فيهم، رضى اللّه عنك ارواحهم، وكسوت سرابيل المهابة اشباحهم ورددتهم الى نفوسهم واشرقت ارض جسومهم بنور شموسهم، فاذعن الكل لسلطانك وارتسموا فى ديوان عبد انك، فقبلت يمينك فى ذلك الموقف وتأخرت ورجعت لعالم شهادتى بتلك الصفة وظهرت، فبقيت مدة ينادينى العدو والولى، هذا العزيز العلى، لقوة ثبوت الصفات، ونسأل اللّه العافية من الآفات، واللّه يبقينى لمجدك خديما، ولنعلك نديما بمنه-و اعرفكم عرفكم اللّه بما به الهمة متعلقة، وستركم عن الاغيار بافنان غيرته المورقة، واخلفكم فى عنايات اسرار انواره المشرقة، ووعر الطريق الذى مقامكم بانزال سحائب عزته المغدقة، بوصول كتابكم الذى ارتد به عين البصيرة بصيرا واتخذه الخديم موئلا لمقام الامن ونصيرا، فكان اول م به تمام كتابكم المسطور المودع اسرارها من النور.

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

تيمنا وتبركا باسمه العزيز الكريم ثم اتبعتم رضى اللّه عنكم ذلكم بالصلاة على الموروثة اسراره تيمنا لمقام النعمة التى ظهرت منه اثاره، ثم قلتم رضى اللّه عنكم وسلام على المرسلين اشارة بحصر المقامات اجمعين ثم قلتم والحمد للّه رب العالمين شكرا لهذه النعمة التى حاباكم بها فى محل كشف المقربين ثم خاطبكم  رضى اللّه عنكم رهين ودكم عقيب شكركم وحمدكم، فقلتم أَقْبِلْ وَ لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ اَلْآمِنِينَ ، فكانت له البشرى هنا ويوم الدين، وكنت اترقبها من كتاب اللّه فى قوله لَهُمُ اَلْبُشْرىٰ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ فِي اَلْآخِرَةِ ، لاٰ تَبْدِيلَ لِكَلِمٰاتِ اَللّٰهِ ، ثم قلتم لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ اَلْأَعْلىٰ وكيف يخاف عبد بهمتكم علاثم قلتم إِنَّنِي مَعَكُمٰا أَسْمَعُ وَ أَرىٰ ، فقطعت انى قد تخلقت بصفتى موسى وهارون لا على السواء ثم قلتم وليكم فلحظت من هذه الكلمة م لحظت الصحابة من قول النبى عليه السلام انا نبيكم ثم قلتم سلام عليكم ومن كان سلامك عليه لا يرده الحق بعد فنائه اليه.

ثم قلتم مسرور بكم وانى للخديم ان يسر به مخدومه وللمقام به أن يلهج به قيومه، ثم قلتم فارح بما فتح اللّه عليكم فعلمت ان همتكم كانت بى متعلقة، ولذلك لم تكن الابواب دون وجهى مغلقة، ثم قلتم ومعلم لكم بوصول المكتوب تنبيها انه اتى على وفق المطلوب ثم قلتم الذى ارسلتم مع محمد، نبهتم على استصحاب المقام اليثربى الاوحد، ثم قلتم رضى اللّه عنكم وبموت ابن عمكم حالة جيدة، وكيف لا يكون ذلك وكانت انفاسه بهمتكم عن ملاحظة الاغيار مقيدة، ثم قلتم ونسأل اللّه ان يثبتكم بالقول الثابت، موافقة لدعاء عيسى عليه السلام لى وانا مائت، ثم قلتم وان يشيد مشاهدكم، وكيف ل تقوى وفطركم منها تشيدت.

ثم قلتم واشراق مطالعكم، وكيف لا تشرق وبكم تأيدت، ثم قلتم وان ينور بنور الحقيقة مشارقكم ومغاربكم، اجيبت الدعوة بكشفكم، ثم قلتم وان يقطع قواطعكم وسوابقكم ولواحقكم، اذا اعاننى اللّه عليها نضربها بقائم سيفكم، ثم قلتم وان يوصل انواركم، وليلكم بنهاركم، وصلت ان شاء اللّه بسلوكى حميد آثاركم، واهتدائى برفيع مناركم، ثم قلتم مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ ، فكيف يزيغ لعدم لا يرى، ثم قلتم كتابنا ورد، الوصل يشملنا تفضلا منكم وتأنيسا والافاى رداء يلحقنا وانتم بالمقام الأسنى، وخديمكم بالجانب الأدنى.

ثم قلتم والسلام معاد عليكم، ختمتم اختصاصا بما به بدأتم وان كنتم قد اخفيتم اسمى فى سلام على المرسلين فالحمد للّه على ذلك رب العالمين، ثم قلتم ورحمة اللّه وبركاته، باسم اللّه اذ باقى اسمائه بحولها صفاته، ثم قلتم ولا حول ولا قوة ال باللّه العظيم، اشارة الى فناء المحدث بظهور القديم.

ثم قلتم وكتبت يوم الاحد، نبهت بذلك ان سركم فى ذلك. . . .  

فى قوة التوحيد وعين بصيرتكم لادراك الواردات حديد، ثم قلتم فى العشر الاول، بما كتبتموه فى العشر الاول ثم قلتم فى ربيع، نبهتم على ابتدائيات الغيوب اما فى ارض الجسوم واما فى ارض القلوب فلما قلتم ربيع الثانى علمنا انه من مقامات الملاحظات اذ الشهور كما فى كريم علمكم تجرى على بدايات الطريق وغاياته، ومقدماته ونهاياته، وذلك ان فى المحرم وهو اول السنة مقام الابتداء فيه يحرم على المريد ما كان فيه من الاعتداء.

ثم فى صفر تخلى ارضه من نبات السيئات لتزول لنزول الانواء، ثم فى ربيع الاول ينبت فيه ربيع المعاملات، وفى الثانى ربيع الملاحظات، وفى جمادى الاولى جمود الاحوال، وفى الثانى جمود الاسرار عند الاقبال، وفى رجب ترجيب الواردات، وفى شعبان تشعيبها فى البرزخيات، وفى رمضان خرق العادات لثبوت الآيات، وفى شوال اشالة الحجب للواصل لاهل العادات، ثم فى ذى القعدة قعوده لاهل البدايات، ثم فى ذى حجة حجة بهم فى الصفات الى الذات، وهنالك تبلغ الغايات وتتحد الشاهدات والغائبات وتجتمع الهمم والارادات ومن هنالك ابتداء نشأة اخرى فى الحضرات الالهيات والحمد للّه رب العالمين.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!