موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مضمونُ معنى اسمِ هذا الحرفِ منِ الإعلاءِ، والعلوُّ تَكرَّرَ مُقامًا بالألفِ الذي تنتهي إليه القيِّماتُ في أعلى ما ظهر عن النونين المظهرين بتمامِ الميمين، فالواوُ الأولى الرفعةُ بالعِلمِ والأعمالِ، كرفعةِ الفقهاءِ، والواوُ الخاتمةُ للتعالي في حجابِ العِلمِ، كعلوِّ العلماءِ، ولم يبق وراء قَيِّمِ الواوِ منتهى لإحاطتهِ بإقامةِ الواوِ والياءِ، واسمُ الواوِ مستغرقٌ لكليَّةِ العلوِّ بكليَّةِ العِلمِ الذي يتمُّ علوُّه بمداخلةِ التنزُّلِ بحرفِ الياءِ، والتوصُّلُ بالُّلطفِ في نحوِ ما ظهر في اسمِ عليٍّ -عليه السلامُ- الذي هو بابُ مدينةِ عِلمِ محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، ومع ذلك فذاتُه العليّةُ غيبٌ في حجابِ كليَّةِ عِلمِه الذي مَن اطَّلع على أحديَّتهِ بقولهِ صلّى الله عليه وسلّم لعليٍّ -عليه السلامُ-: «أنت منيِّ، وأنا منك»، وما ورد عنه منِ قولهِ صلّى الله عليه وسلّم: «داري ودارُ عليٍّ واحدةٌ»، وما غاب ما أنت حاضرُه يا أبا الحسن، و«مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه»، ومؤاخاته إياه، وكلِّ ما أظهر فيه قيامُ عليٍّ -عليه السلامُ- بغيبِ أمرِه صلّى الله عليه وسلّم،

وكلُّ ذلك في نافلةِ أمرِه الذي هو خاصٌّ بآلهِ، ومنه مَدَدُ عِلمِ الدينِ كلِّه، وعِلمُ الصحابةِ بما جمعه بمقتضى التقرّبِ إلى الله سبحانه.

* * *