موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(101) المكتوب الحادي والمائة إلى الملا حسن الكشميري أيضا في الرد على جماعة تعرضوا لاهل الكمال وأطالوا اللسان في حقه بأنواع المقال

 

 


وجه لتخصيص النّفي بعلم الغيب. والإشكال الآخر على توجيه مولانا أنّ النّسبة العلميّة وإن كانت منتفية في مرتبة الاحديّة المجرّدة ولكنّ عالميّته تعالى قائمة على حالها، فإنّه تعالى عالم بالذّات لا بالصّفات لكون الصّفات منتفية في تلك المرتبة. ألا ترى أنّ نفاة الصّفات رأسا يقولون إنّ الحقّ سبحانه عالم مع سلبهم الصّفات عنه سبحانه وتعالى. ويقولون إنّ الإنكشاف الّذي يترتّب على الصّفات يترتّب على الذّات. وكذا هنا. والتّوجيه الّذي بيّنتموه من إرادة غيب الذّات تعالت وتقدّست بالغيب وعدم تجويز تعلّق العلم به فإن كان المراد بالعلم علم الواجب تعالى وتقدّس فهو أقرب التّوجيهات ولكن في عدم جواز تعلّق علم الواجب تعالى بذاته البحت سبحانه بحث للفقير، فإنّ الوجه الّذي بيّنوه في عدم الجواز هو اقتضاء حقيقة العلم لإحاطة المعلوم، والذّات المطلقة تعالت مقتضية لعدم الإحاطة فلا يجتمعان في هذا التّعلّق (وههنا) محلّ خدشة فإنّ هذا المعنى يعني اقتضاء حقيقة العلم لإحاطة المعلوم إنّما هو في العلم الحصوليّ لحصول صورة المعلوم فيه في القوّة العلميّة، وأمّا في العلم الحضوريّ فلا يلزم هذا المعنى أصلا. والعلم فيما نحن فيه حضوريّ لا حصوليّ فلا محذور فإنّ تعلّق علم الواجب سبحانه بذاته تعالى بطريق الحضوريّ لا بطريق الحصول. والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال. وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين وبارك وسلّم والسّلام أوّلا وآخرا.

(١٠١) المكتوب الحادي والمائة إلى الملّا حسن الكشميريّ أيضا في الرّدّ على جماعة تعرّضوا لاهل الكمال وأطالوا اللّسان في حقّه بأنواع المقال

أحسن الله سبحانه حالكم وأصلح بالكم قد أوصل مولانا محمّد صدّيق (١) المفاوضة الشّريفة حمدا لله سبحانه حيث لم تنسوا النّائين المهجورين والخطابات الّتي صدرت للنّفس بحسب الظّاهر صارت واضحة في الجملة. نعم كلّ اعتراض على النّفس مسلّم وقت كونها أمّارة، وأمّا بعد حصول الإطمئنان لها فلا مجال للاعتراض أصلا; فإنّ النّفس في ذلك الموطن راضية عن الحقّ والحقّ سبحانه راض عنها فهي إذا مرضيّة ومقبولة، ولا اعتراض على المرضيّ المقبول، وكيف فإنّ مرادها حينئذ مراد الحقّ سبحانه. فإنّ حصول هذه الدّولة إنّما هو زمن التّخلّق بأخلاق الله تعالى، وساحة قدسه أعلى وأجلّ من اعتراض أمثالنا وضيعي الفطرة وعديمي القدرة بل كلّ ما نقول عائد إلينا،

(شعر): من لم يكن عن نفسه ذا خبرة ... هل يقدر الاخبار عن هذا وذا

__________

(١) الملا محمد صديق: تقدمت ترجمته.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!