موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(109) المكتوب التاسع والمائة إلى الحكيم صدر في بيان سلامة القلب ونسيانه ما دون الحق سبحانه ** | ** (110) المكتوب العاشر والمائة إلى الشيخ صدر الدين في بيان أن المقصود من خلق الإنسان أداء وظائف السلوك وكمال الإقبال على جناب الحق سبحانه وتعالى

 

 


بهذه الولاية ولأية النّبيّ ليرتفع وهم أفضليّة الوليّ من النّبيّ ولكنّ الأمر على العكس في الحقيقة فإنّ نبوّة نبيّ أفضل من ولايته وفي الولاية إنّما لا يمكن التّوجّه إلى الخلق من ضيق الصّدر وفي النّبوّة تمام انشراح الصّدر بحيث لا يكون التّوجّه إلى الحقّ مانعا من التّوجّه إلى الخلق ولا التّوجّه إلى الخالق مانعا من التّوجّه إلى الحقّ سبحانه وليس التّوجّه في النّبوّة إلى الخلق فقط حتّى تترجّح الولاية بسببه عليها لكون التّوجّه فيها إلى الحقّ عياذا بالله سبحانه من هذا الكلام فإنّ التّوجّه إلى الخلق وحده مرتبة العوامّ كالأنعام وشأن النّبوّة أعلى وأجلّ من ذلك وفهم هذا المعنى إن كان عسيرا فإنّما هو بالنّسبة إلى أرباب السّكر وأمّا الأكابر مستقيمو الأحوال فهم ممتازون بمعرفة ذلك (ع) هنيئا لارباب النّعيم نعيمها *

وبقيّة المقصود أنّ الشّيخ ميان عبد الله ابن الشّيخ ميان عبد الرّحيم له قرابة قريبة لهذا الفقير وكان والده ملازما لبهادر خان مدّة كثيرة وله احتياج وهو معذور عاجز عن الكسب لكونه ضريرا وقد أرسل ابنه ليكون عند بهادر خان فإن صدرت من ذلك الجانب أيضا إشارة في هذا الباب لكان حسنا والسّلام.

(١٠٩) المكتوب التّاسع والمائة إلى الحكيم صدر في بيان سلامة القلب ونسيانه ما دون الحقّ سبحانه

اعلم: أنّ أهل الله أطبّاء الأمراض القلبيّة وإزالة العلل الباطنيّة منوطة بتوجّه هؤلاء الأكابر، كلامهم دواء ونظرهم شفاء هم قوم لا يشقى جليسهم وهم جلساء الله بهم يمطرون وبهم يرزقون ورأس الأمراض القلبيّة ورئيس العلل الباطنيّة هو تعلّق القلب وارتباطه بما دون الحقّ سبحانه وتعالى وما لم يتيسّر التّخلّص من هذا التّعلّق بالتّمام فالسّلامة محال فإنّه لا مجال للشّركة في جناب الحقّ جلّ سلطانه ألا لله الدّين الخالص فكيف إذا جعل الشريك غالبا وجعل محبّة غير الحقّ غالبة على محبّته تعالى على نهج تكون محبّته تعالى معدومة في جنبها أو مغلوبة غاية الوقاحة ونهاية عدم الحياء ولعلّ المراد من الحياء في قوله عليه السّلام “ الحياء من الإيمان ” هو هذا الحياء وعلامة عدم تعلّق القلب بما سواه تعالى نسيانه إيّاه بالكلّيّة وذهوله عنه جملة على وجه لو كلّف بتذكّر الأشياء لما تذكّر فكيف يكون لتعلّق القلب بالأشياء مجال في ذلك الموطن وهذه الحالة معبّرة عنها عند أهل الله بالفناء وهو أوّل قدم يوضع في الطّريقة ومبدأ ظهور أنوار القدم ومنشأ ورود المعارف والحكم وبدونها خرط القتاد.

(١١٠) المكتوب العاشر والمائة إلى الشّيخ صدر الدّين في بيان أنّ المقصود من خلق الإنسان أداء وظائف السّلوك وكمال الإقبال على جناب الحقّ سبحانه وتعالى



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!