موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(130) المكتوب الثلاثون والمائة إلى جمال الدين في بيان أن لا اعتبار بتلوينات الأحوال بل ينبغي تحصيل مطلب منزه عن الشبه والمثال

 

 


وبلاء للمحجوبين

قد وصل المكتوب الشّريف (اعلم) أنّ الإنسان أجمع الموجودات وله تعلّق وارتباط بالموجودات المتكثّرة بواسطة كلّ جزء من أجزائه فكانت جامعيّته باعثة على زيادة بعده من جناب قدس الحقّ جلّ سلطانه على بعد الكلّ وتعلّقاته المتعدّدة كانت سببا لزيادة حرمانه على حرمان ما سواه فإن جمع نفسه من هذه التّعلّقات المتشتّتة بتوفيق الله عزّ شأنه ورجع قهقرى فقد فاز فوزا عظيما والّا فقد ضلّ ضلالا بعيدا فكما أنّ الإنسان أفضل الموجودات بواسطة الجامعيّة كذلك هو شرّ المخلوقات بواسطة تلك الجامعيّة ومرآته أتمّ بواسطة تلك الجامعيّة فإن جعل وجهها نحو العالم فهي أشدّ تكدّرا من كلّ شيء وإن وجّه وجهها نحو الحقّ سبحانه فأشدّ صفاء وإراءة من كلّ شيء وكمال حرّيّة القلب من هذه التّعلّقات من خواصّ محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ بقيّة الأنبياء ثمّ الأولياء على تفاوت درجاتهم صلوات الله وتسليماته على نبيّنا وعليهم وعلى أتباعهم أجمعين إلى يوم الدّين رزقنا الله سبحانه وإيّاكم النّجاة من هذه التّعلّقات بحرمة النّبيّ المصطفى الممدوح بقوله تعالى (ما زاغ البصر وما طغى) عليه وعلى آله من الصّلوات أتمّها ومن التّسليمات أكملها والزّيادة على ذلك موجبة للملال والسّلام والإكرام.

(١٣٠) المكتوب الثّلاثون والمائة إلى جمال الدّين في بيان أن لا اعتبار بتلوينات الأحوال بل ينبغي تحصيل مطلب منزّه عن الشّبه والمثال

ليس لتلوينات الأحوال كثير اعتبار ينبغي عدم الإلتفات إليها سواء كان ذهابا أو مجيئا أو تكلّما أو سماعا فإنّ المقصود غير ذلك وهو مبرّأ ومنزّه عن التّكلّم والسّماع والرّؤية والشّهود وإنّما يتسلّى بجوز الحال وموزه أطفال الطّريقة ينبغي للعاقل أن يكون عالي الهمّة فإنّ الأمر وراء ذلك وكلّ ذلك منام وخيال ومن رأى نفسه أنّه صار سلطانا في المنام ليس هو في نفس الأمر كذلك ولكنّ هذا المنام يورث رجاء وطمعا لصاحبه لا اعتبار للوقائع المناميّة في الطّريقة النّقشبنديّة وهذا البيت مسطور في كتبهم العليّة،

(شعر):

وإنّى غلام الشّمس أروي حديثها ... ومالي وللّيل فأروي حديثه

فإن حصل حال من الأحوال أو زال فليس ذلك بمحلّ للسّرور ولا هذا بموجب للغمّ والإنفعال بل ينبغي أن يكون منتظرا للمقصود المنزّه عن الكيف والمثال والسّلام.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!