موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(138) المكتوب الثامن والثلاثون والمائة إلى الشيخ بهاء الدين السرهندي في مذمة الدنيا والتحذير من صحبة أربابها

 

 


الصّلاة مثل رتبة الرّؤية في الآخرة فنهاية القرب في الدّنيا إنّما هي في الصّلاة ونهاية القرب في الآخرة في عين الرّؤية وأيضا إنّ سائر العبادات وسائل للصّلاة والصّلاة من المقاصد والسّلام والإكرام.

(١٣٨) المكتوب الثّامن والثّلاثون والمائة إلى الشّيخ بهاء الدّين السّرهنديّ في مذمّة الدّنيا والتّحذير من صحبة أربابها

لا يكوننّ ولد الأرشد مغرورا ومسرورا بهذه الدّنيّة المبغوض عليها ولا يضيّعنّ بضاعة الإقبال إلى جناب قدس الحقّ جلّ سلطانه ينبغي التّفكّر أيّ شيء يباع وأيّ شيء يشترى تبديل الآخرة بالدّنيا والإمتناع من طلب الحقّ بالخلق من السّفاهة والجهالة والجمع بين الدّنيا والآخرة من قبيل الجمع بين الأضداد (ع) ما أحسن الدّين والدّنيا لو اجتمعا * فاختر أيا شئت من هذين الضّدّين وبع نفسك من أيّهما شئت، عذاب الآخرة أبديّ ومتاع الدّنيا قليل والدّنيا مبغوض عليها عند الحقّ سبحانه والآخرة مرضيّة له تعالى وتقدّس، (شعر):

عش ما شئت فإنّك ميّت ... والزم ما شئت فإنّك مفارق

ولا بدّ من ترك العيال والأولاد أخيرا وتفويضهم إلى الحقّ سبحانه فينبغي لك أن تحسب نفسك اليوم ميّتا وأن تفوّضهم إلى الله تعالى إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم نصّ قاطع وقد سمعت مكرّرا أنّ نوم الأرنب يعني الغفلة والغرور إلى متى يمتدّ فلا بدّ من التّنبّه والتّيقّظ واعلم أنّ صحبة أهل الدّنيا والإختلاط بهم سمّ قاتل وقتيل هذا السّمّ ميّت بالموت الأبديّ العاقل تكفيه الإشارة فكيف التّصريح مع هذه المبالغة والتّأكيد وطعام الملوك وإن كان لذيذا ولكنّه يزيد مرض القلب فكيف يرجى الفلاح والنّجاة الحذر الحذر الحذر، (شعر):

وما هو من شرط البلاغ أقوله ... فخذ منه نصحا خالصا أو ملالة

فرّ من صحبتهم أكثر ممّا تفرّ من الأسد فإنّ الفرار منهم وإن أوجب الموت الدّنيويّ ولكنّه قد يفيد في الآخرة واختلاط الملوك يوجب الهلاك الأبديّ والخسار السّرمديّ فإيّاك وصحبتهم وإيّاك ولقمتهم وإيّاك ومحبّتهم وإيّاك ورؤيتهم وقد ورد في الخبر الصّحيح “ من تواضع لغنيّ لغناه ذهب ثلثا دينه ” ينبغي لك الملاحظة أنّ كلّ ذلك التّواضع والملاينة هل هو من جهة غناهم أو من جهة شيء آخر ولا شكّ في أنّه من جهة غناهم ونتيجته ذهاب ثلثي الدّين فأين أنت من الإسلام وأين أنت من النّجاة وكلّ هذه المبالغة والإبرام ليعلم ولدي أنّ لقمة غير الجنس وصحبتهم محجّب قلبه عن تذكّر المواعظ وتعقّل النّصائح فلا يكاد يتأثّر من الكلمة والكلام فالحذر الحذر من صحبتهم والحذر الحذر من رؤيتهم والله سبحانه الموفّق



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!