موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(190) المكتوب التسعون والمائة إلى واحد من أولاد المير محمد نعمان البدخشي في التحريض على المداومة على الذكر واختيار الطريقة النقشبندية مع بيان كيفية الذكر

 

 


(١٩٠) المكتوب التّسعون والمائة إلى واحد من أولاد المير محمّد نعمان البدخشيّ في التّحريض على المداومة على الذّكر واختيار الطّريقة النّقشبنديّة مع بيان كيفيّة الذّكر

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّد المرسلين وعلى آله الطّاهرين أجمعين اعلم وتنبّه أنّ سعادتك بل سعادة جميع بني آدم وفلاحهم وخلاصهم كلّ ذلك في ذكر مولاهم جلّ سلطانه فينبغي استغراق جميع الأوقات بالذّكر الإلهيّ جلّ شأنه بقدر الإمكان وأن لا يجوّز الغفلة لحظة واحدة ولله سبحانه الحمد والمنّة انّ دوام الذّكر يتيسّر في طريقة خواجكان قدّس الله أسرارهم في الإبتداء ويحصل ذلك فيها على طريق اندراج النّهاية في البداية فاختيار هذه الطّريقة كان للطّالب أولى وأنسب بل يكون واجبا عليهم ولازما فعليك إذا صرف التّوجّه عن جميع الجهات والإقبال بالكلّيّة على جانب أكابر هذه الطّريقة العليّة وطلب الهمّة من بواطنهم الشّريفة ولا بدّ من الذّكر في الإبتداء فينبغي أن تتوجّه إلى القلب الصّنوبريّ الشّكل فإنّ تلك المضغة كالحجرة للقلب الحقيقيّ وأن تجري الإسم المبارك الله على هذا القلب ولا تحرّك عضوا من أعضائك في هذا الوقت بالقصد واقعد متوجّها إلى القلب بالكلّيّة ولا تخيّل صورة القلب بالقوّة المتخيّلة أصلا ولا تلتفت إليها قاطعا فإنّ المقصود التّوجّه إلى القلب لا تصوّر صورته وينبغي أن تلاحظ معنى اللّفظ المبارك الله بليس كمثله شيء وأن لا تضمّ إليها شيئا من ملاحظة الصّفات حتّى الحاضريّة والنّاظريّة لئلّا تنزل من ذروة حضرة الذّات إلى حضيض الصّفات فتقع منها إلى شهود الوحدة في الكثرة وتطمئنّ بشهود المثاليّ من التّعلّق بمن تنزّه عن المثال والتّوجّه إليه فإنّ كلّما يظهر في مرآة المثاليّ لا يكون مصداقا لليس كمثله شيء وكلّما يشاهد في الكثرة لا يكون واحدا حقيقيّا البتّة ينبغي للعاقل ان يطلب المنزّه عن المثال فيما وراء المثاليّ وأن يلتمس البسيط الحقيقيّ في خارج حيطة الكثرة فإن ظهرت صورة المرشد وقت الذّكر من غير تكلّف ينبغي أن تذهب بها إلى القلب وأن تشتغل بالذّكر حافظا لها في القلب.

(أتدرى) من المرشد, المرشد من تستفيد منه طريق الوصول إلى جناب قدس الحقّ جلّ سلطانه وتجد منه مددا وإعانة في هذا الطّريق ومجرّد لبس الكلاه والخرقة وأخذ الشّجرة وغيرها ممّا صار عرفا ورسما بين النّاس كلّها خارجة عن حقيقة المرشديّة والمريديّة وداخلة في الرّسوم والعادات الّا أنّ الخرقة إن حصّلت من الشّيخ الكامل المكمّل وعاملت بالإعتقاد والإخلاص فاحتمال حصول الثّمرات والنّتائج قويّ في هذه الصّورة واعلم أنّ المنامات والواقعات لا اعتماد عليها ولا اعتبار لها فإنّ الإنسان لا يكون سلطانا أو قطب الوقت في الحقيقة بسبب رؤية نفسه كذلك في المنام فان كان في الواقع سلطانا او قطب الوقت فمسلّم وكذلك كلّما ظهر من الأحوال والمواجيد في الصّحو والإفاقة ففيه مجال للاعتماد



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!