موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(193) المكتوب الثالث والتسعون والمائة إلى السيد فريد في الحث على تصحيح العقائد على وفق آراء أهل السنة والجماعة وتعلم الأحكام الفقهية والشكاية من غربة الإسلام والإغراء على ترويجه وتأييده

 

 


(١٩٣) المكتوب الثّالث والتّسعون والمائة إلى السّيّد فريد في الحثّ على تصحيح العقائد على وفق آراء أهل السّنّة والجماعة وتعلّم الأحكام الفقهيّة والشّكاية من غربة الإسلام والإغراء على ترويجه وتأييده

كان الله ناصركم ومعينكم على كلّ ما يعيبكم ويشينكم (اعلم)، انّ أوّل الضّروريّات الواجبة على أرباب التّكليف تصحيح العقائد على وفق آراء علماء أهل السّنّة والجماعة شكر الله تعالى سعيهم فإنّ النّجاة الاخرويّة مربوطة باتّباع آراء هؤلاء الأكابر وهم واتباعهم هم الفرقة النّاجية فإنّهم على طريق النّبيّ وطريق أصحابه صلوات الله وتسليماته عليه وعليهم أجمعين والمعتبر من العلوم المستفادة من الكتاب والسّنّة هو ما أخذه واستنبطه منهما هؤلاء الأكابر فإنّ كلّ مبتدع وضالّ يأخذ عقيدته الفاسدة من الكتاب والسّنّة بزعمه الفاسد فلا يكون كلّ معنى مفهوم من معاني الكتاب والسّنّة معتبرا ورسالة الإمام الأجلّ التّور پشتي مناسبة جدّا لاجل تصحيح العقائد وأقرب إلى الفهم ولكن حيث انّ الرّسالة المذكورة مشتملة على الاستدلالات مع التّطويل والبسط يعسر الأخذ عنها فلو كانت رسالة غيرها متضمّنة للمسائل الصّرفة لكان أولى وأنسب وقد وقع في خاطري أيضا في هذه الأثناء أن أكتب في هذا الباب رسالة متضمّنة لعقائد أهل السّنّة والجماعة وتكون سهلة المأخذ فإن تيسّر ذلك نرسلها إلى الخدمة بعد كتابتها وبعد تصحيح هذه العقائد لا بدّ من تعلّم علم الحلال والحرام والفرض والواجب والسّنّة والمندوب والمكروه وغيرها ممّا تكفّل به علم الفقه. والعمل بمقتضى هذا العلم أيضا ضروريّ فينبغي أمر بعض الطّلبة بقراءة بعض كتب الفقه بعبارة فارسيّة مثل مجموعة الخانى وعمدة الإسلام فإن وقع عياذا بالله سبحانه خلل على مسألة من المسائل الإعتقاديّة الضّروريّة فقد تحقّق الحرمان من النّجاة الاخرويّة بخلاف العمليّات فإنّها إذا وقعت المساهلة فيها يرجى العفو والتّجاوز عنّا ولو بلا توبة ولئن أخذ بها ولكنّ النّجاة متحقّقة في آخر الأمر فعمدة الأمر تصحيح العقائد. ونقل عن حضرة الخواجه أحرار قدّس سرّه أنّه قال: لو أعطينا الأحوال والمواجيد كلّها ولم تكن حقيقتنا محلّاة ومتزيّنة بعقائد أهل السّنّة والجماعة لا نعتقد تلك الأحوال شيئا غير الخذلان ولئن اجتمع فينا القصور والنّقصان وحقيقتنا مستقيمة على عقائد أهل السّنّة والجماعة لا نرى بأسا في ذلك ثبّتنا الله سبحانه وإيّاكم على طريقتهم المرضيّة بحرمة سيّد البشر عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام وقد قدم واحد من الدّراويش من طرف لاهور وقال: إنّ الشّيخ جيو كان قد حضر في مسجد النّخّاس القديم لصلاة الجمعة فقال ميان رفيع الدّين بعد التفات الشّيخ إليه: إنّ نوّاب الشّيخ جيو قد بنى مسجدا جامعا في قرب بيته الحمد لله على ذلك رزقه الله سبحانه مزيد التّوفيق وسماع امثال هذه الأخبار السّارّة يكون باعثا على حصول غاية السّرور ونهاية الإبتهاج. (أيّها السّيّد) إنّ الإسلام غريب في هذا الزّمان جدّا فصرف فلس واحد في تقوية الإسلام في هذا الزّمان يساوي صرف ألوف من الدّرهم والدّينار فيا سعادة من تشرّف بهذه الدّولة العظمى وترويج الدّين وتقوية الملّة وإن كان حسنا ومرغوبا فيه في

جميع الأوقات من جميع الأشخاص ولكنّ صدوره في هذا الوقت الّذي هو أوان غربة الإسلام من أمثالكم أصحاب المروءة والهمّة والفتوّة وأهل بيت النّبوّة أحسن وأجمل فإنّ هذه الدّولة منتشرة من طائفتكم العليّة فهى ذاتيّة فيكم وعرضيّة في غيركم وحقيقة الوراثة النّبويّة عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام إنّما هي في تحصيل هذا الأمر العظيم القدر قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للأصحاب “ إنّكم (١) في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك ثمّ يأتي زمان من عمل بعشر ما أمر به نجا ”

وهذا هو ذلك الوقت وهذا القوم هو ذلك القوم، (شعر):

هلمّوا أيّها الأبطال نحو ال ... غنائم ما لها أصلا مدافع

وقد حسن قتل الكافر اللّعين كوبنددال في هذا الوقت وكان هذا الفعل باعثا على كسر عظيم في الهنود المردودة بأيّ نيّة كان قتله وبأيّ غرض كان إهلاكه فإنّ مذلّة الكفّار نقد وقت أهل الإسلام وقد رأى هذا الفقير في المنام قبل قتل ذلك الكافر أنّ سلطان الوقت قد كسر رأس رئيس أهل الشّرك والحقّ أنّ ذلك الكافر كان رئيس أهل الشّرك وإمام أهل الكفر خذلهم الله سبحانه وقد دعى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام على أهل الشّرك في بعض أدعيته بهذه العبارة اللهمّ شتّت شملهم وفرّق جمعهم وخرّب بنيانهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر. وعزّة الإسلام وأهله إنّما هي في مذلّة الكفر وأهله والمقصود من أخذ الجزية هو إذلال الكفّار وإهانتهم وتحصل المذلّة لاهل الإسلام بقدر ما تحصل العزّة لاهل الكفر فينبغي حسن التّنبّه على هذا الأمر وقد ضيّعه أكثر النّاس واخرب دينه بشؤمه وجعله هباء منثورا قال الله سبحانه وتعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفّارَ والْمُنافِقِينَ واُغْلُظْ عَلَيْهِمْ (٢) فجهاد الكفّار والغلظة عليهم من ضروريّات الدّين وبقايا رسوم الكفر الّتي ظهرت في القرن السّابق تثقل على قلوب المسلمين جدّا ولم يبق لسلطان الوقت توجّه إلى أهل الكفر في هذا الوقت فاللّازم لمن يقدر من المسلمين إعلام السّلطان بقبح رسوم هؤلاء الأشرار والإجتهاد في دفعها وإزالتها فإنّ بقاءها يحتمل أن يكون مبنيّا على عدم علم السّلطان بقبحها وبالجملة إذا وجدت مساعدة الوقت ينبغي إخبار بعض علماء أهل الإسلام بأن يجيئوا ويعلموا بشناعة رسوم أهل الكفر فإنّه لا حاجة لتبليغ الأحكام الشّرعيّة إلى إظهار الخوارق والعادات والكرامات. والإعتذار بعدم التّصرّف لا يسمع يوم القيامة في القعود عن تبليغ الأحكام الشّرعيّة وقد بلّغ الأنبياء عليهم السّلام الّذين هم أفضل الموجودات الأحكام الشّرعيّة فإذا طلبوا منهم المعجزات والآيات كانوا يقولون: إنّما الآيات والمعجزات عند الله وما علينا الّا البلاغ المبين ولعلّ الله سبحانه يحدث في تلك الأثناء أمرا يكون باعثا على ظهور حقيقة هؤلاء الجماعة وعلى كلّ حال الإطّلاع على حقيقة

__________

(١) رواه الترمذي عن ابى هريرة رضى الله عنه مرفوعا ولفظه انكم في زمان من ترك منكم عشر ما امر به هلك ثم يأتى زمان من عمل منهم بعشر ما امر به نجا (القزاني رحمة الله عليه)

(٢) الآية: ٧٣ من سورة التوبة.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!