موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(192) المكتوب الثاني والتسعون والمائة إلى الشيخ بديع الدين السهارنفوري في جواب استفساره

 

 


وهكذا حال الذّهب والفضّة فإنّ حليّ النّساء لأجل تمتّع الرّجال فمن اعتقد الأحكام الشّرعيّة مع هذه السّهولة واليسر من عدم الإنصاف متعسّرة ومتعذّرة فهو مبتلى بمرض قلبيّ وعلّة باطنيّة وكم من أمور يسيرة للأصحّاء متعسّرة للضّعفاء عسرة تامّة ومرض القلب هو عبارة عن عدم يقين القلب بالأحكام المنزّلة من السّماء وتصديقهم بهذه الأحكام إنّما هو صورة التّصديق لا حقيقته وعلامة حصول حقيقة التّصديق ثبوت اليسر والخفّة والنّشاط في إتيان الأحكام الشّرعيّة وبدونها خرط القتاد.

وقال الله تبارك وتعالى كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ الله يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (١). والسَّلامُ عَلى مَنِ اِتَّبَعَ الْهُدى (٢) والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله أتمّ الصّلوات وأكمل التّسليمات.

(١٩٢) المكتوب الثّاني والتّسعون والمائة إلى الشّيخ بديع الدّين السّهارنفوريّ في جواب استفساره

استفسر الأخ الأعزّ الأرشد الشّيخ بديع الدّين أنّه قد وقع في العريضة الحادية عشرة المكتوبة إلى حضرة الخواجه يعني الشّيخ محمّد الباقي قدّس سرّه وتيسّر الوصول إلى مقام مزيّن أعلى من مقام الصّدّيق الأكبر رضي الله عنه فما يكون معنى هذا الكلام؟ (اعلم) أرشدك الله لا نسلّم أنّ هذه العبارة موهمة للتّفضيل مع أنّ لفظ أيضا واقع فيها أيضا ولو سلم فأقول إنّ هذا الكلام وغيره في هذه العريضة من جملة الواقعات المكتوبة إلى شيخي والمعروضة عليه ومن المقرّر عند هؤلاء الطّائفة أنّ كلّما يحصل للسّالك من الواقعة يظهره لشيخه بلا تحاش صحيحا كان أو سقيما فإنّ في غير الصّحيح أيضا احتمال التّأويل والتّعبير فلا يكون إذا بدّ من إظهاره ففيما نحن فيه لا يلزم محظور عند ملاحظة هذا المعنى والحلّ الثّاني أنّه قد جوّز تحقّق فضل في جزئيّ من الجزئيّات لغير نبيّ على نبيّ ولم يروا فيه بأسا كما وقعت الزّيادة في شأن الشّهداء ليست هي في الأنبياء عليهم السّلام مع أنّ الفضل الكلّيّ للأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام فعلى هذا التّقدير لو وقع سير غير النّبيّ في كمالات ذلك الجزئيّ ووجد السّالك نفسه في ذلك المقام أعلى لكان مجوّزا وإن كان حصول الوصول له إلى ذلك المقام بواسطة متابعة النّبيّ وللنّبيّ أيضا نصيب تامّ من ذلك المقام بحكم حديث «من (٣) سنّ سنّة حسنة» الحديث، فإن كان تحقّق الفضل الجزئيّ لغير النّبيّ على النّبيّ مجوّزا فعلى غير النّبيّ يكون مجوّزا بالطّريق الأولى فلا إشكال أصلا والسّلام.

__________

(١) الآية: ١٣ من سورة الشورى.

(٢) الآية: ٤٧ من سورة طه.

(٣) (قوله من سن سنة الخ) رواه أحمد ومسلم والترمذي والنسائى وابن ماجة والدارمى وابو عوانة وابن حبان من حديث جرير رضى الله عنه (القزاني رحمة الله عليه)



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!