موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(227) المكتوب السابع والعشرون والمائتان إلى الملا طاهر اللاهوري في بعض النصائح والمواعظ التي تتعلق بمقام المشيخة ** | ** (228) المكتوب الثامن والعشرون والمائتان إلى المير محمد نعمان في بعض النصائح المتعلقة بمقام التكميل وتعليم الطريقة وما يناسبه

 

 


(٢٢٧) المكتوب السّابع والعشرون والمائتان إلى الملّا طاهر اللّاهوريّ في بعض النّصائح والمواعظ الّتي تتعلّق بمقام المشيخة

الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى وصل المكتوب الشّريف وصار موجبا للفرح وقد كتبتم من التذاذ الأصحاب وحصول الحلاوة لهم فزاد ذلك فرحا على فرح. (أيّها الأخ) إنّ الحقّ سبحانه حيث أكرمك بهذا المنصب ينبغي لك أداء شكر هذه النّعمة على الوجه الأتمّ والإحتراز عن صدور أمر يكون باعثا على نفرة الخلق فإنّه وبال عظيم وتنفير الخلق مناسب لحال الملامتيّ لا تعلّق له بالمشيخة ومقام الدّعوة بل مقام الملامتيّ نقيض مقام المشيخة فإيّاك والغلط في هذين المقامين أفتتمنّى الملامتيّة في مقام المشيخة وهو ظلم عظيم وينبغي لك أن تجمّل نفسك في نظر المريدين وأن لا تفرّط في الإختلاط والموآنسة بالمسترشدين فإنّ ذلك باعث على الإستخفاف المنافي للإفادة والإستفادة وعليك برعاية حفظ الحدود الشّرعيّة حقّ رعايتها وإيّاك وتجويز العمل بالرّخصة مهما أمكن فإنّه مناف لهذه الطّريقة العليّة ومناقض لدعوى متابعة السّنّة السّنيّة قال واحد من الأعزّة رياء العارفين خير من إخلاص المريدين فإنّ رياءهم إنّما هو لا نجذاب قلوب الطّالبين إلى جناب قدس الحقّ جلّ سلطانه فيكون أفضل من إخلاص المريدين بالضّرورة.

(وأيضا) إنّ أعمال العارفين أسباب ووسائط لتقليد الطّالبين لهم في إتيان الأعمال فإن لم يعمل العارفون يبقى الطّالبون محرومين من العمل فصدور الرّياء من العارفين إنّما هو ليقتدي بهم الطّالبون وهذا الرّياء عين الإخلاص بل أفضل منه لأنّ نفعه مقصور على صاحبه وذاك متعدّ ولا يتوهّم المتوهّم من ذلك أنّ أعمال العارفين إنّما هي لمحض تقليد الطّالبين وأنّه لا احتياج لهم إلى الأعمال عياذا بالله سبحانه من ذلك فإنّه عين الإلحاد والزّندقة بل العارف والطّالب سيّان في لزوم إتيان الأعمال لا غنا لاحد عنه. غاية ما في الباب أنّ في أعمال العارفين يكون نفع الطّالبين الّذي مربوط بالتّقليد ملحوظا أيضا أحيانا وبهذا الإعتبار يسمّونها رياء وبالجملة ينبغي التّحفّظ الكامل والتّيقّظ الشّامل في القول والفعل فإنّ أكثر الخلق في هذه الأوان في شوق الطّلب فلا يقع أمر يكون منافيا لهذا المقام وباعثا على طعن الجهّال في الأكابر الكرام وعليك بطلب الإستقامة من الحقّ سبحانه وتعالى.

(وقد كتبت أيضا) حصول نسب المشائخ وقد ذكر وجه ذلك لك مكرّرا بالمشافهة فلا تفهم وراء ذلك شيئا فإنّه ممّا لا خير فيه وماذا أكتب أزيد من ذلك والسّلام.

(٢٢٨) المكتوب الثّامن والعشرون والمائتان إلى المير محمّد نعمان في بعض النّصائح المتعلّقة بمقام التّكميل وتعليم الطّريقة وما يناسبه



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!