موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(226) المكتوب السادس والعشرون والمائتان إلى أخيه الحقيقي الشيخ ميان محمد في بيان اغتنام الفرصة

 

 


الكمال بل أمامهم أمور كثيرة وأنّ هذه الأحوال الحاصلة في الإبتداء إنّما هي من قبيل اندراج النّهاية في البداية وأن تنصحهم بالنّصائح المناسبة وأن تطلعهم على منقصتهم وحيث أجزتهم لا تمنعهم من تعليم الطّريقة وعساهم يبلغون حقيقة مقام الإرشاد ببركة أنفاسكم ثمّ إنّكم حيث شرعتم في هذا الأمر يكون مباركا فينبغي السّعي والإهتمام والإجتهاد والإغتنام ليكون ذلك باعثا على سعي الطّالبين واجتهادهم وشوقهم والسّلام.

(٢٢٦) المكتوب السّادس والعشرون والمائتان إلى أخيه الحقيقيّ الشّيخ ميان محمّد في بيان اغتنام الفرصة

وصل مكتوب اخى الأعزّ فصار موجبا للفرح أيّها الأخ وفّقنا الله وإيّاك إنّ فرصة الحياة قليلة جدّا والعذاب الابديّ متفرّع عليها يا أسفي على من يصرف هذه الفرصة اليسيرة في تحصيل أمور لا طائل فيها ويلتزم الآلام المخلّدة أيّها الأخ إنّ النّاس من الأجانب يجتمعون من الأطراف والجوانب أمثال النّمل والجراد تاركين الأسباب الدّنيويّة وأنتم تسعون وتعدون بالذّوق والحرص في طلب الدّنيا الدّنيّة وتتمنّون بالشّوق حصولها جاهلين لقدر دولة كائنة في الدّار الحياء (١) شعبة من الإيمان حديث نبويّ عليه من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها

(أيّها الأخ) إنّ هذا النّوع من اجتماع أهل الله وهذا القسم من الجمعيّة لله في الله الّذي هو اليوم في سرهند لا يدري أيحصل عشر عشير هذه الدّولة عند طوف أطراف العالم أم لا وأنتم ضيّعتم مثل هذه الدّولة مجّانا واستبدلتم الجواهر النّفيسة بالجوز والموز مثل الأطفال (ع) فذا عار عليكم ألف عار *

(أيّها الأخ) لعلّك لا تعطى الفرصة في وقت آخر ولئن أعطيت فلعلّه لا يبقى هذا الإجتماع قائما فما العلاج إذا وكيف يمكن التّدارك وبأيّ شيء يحصل التّلافي غلطت وأخطأت في الفهم إيّاك وأن تفتن بلقمة سمينة لذيذة وإيّاك وأن تغترّ بألبسة مزيّنة نفيسة فإنّها لا نتائج لها في الدّنيا والآخرة غير الخسارة والنّدامة وإلقاء نفسك إلى البلاء واختيار العذاب الأخرويّ بواسطة طلب رضا الأهل والعيال بعيد عن العقل السّليم المدرك المتفكّر لعواقب الامور رزقكم الله سبحانه العقل والتّنبّه (أيّها الأخ) إنّ الدّنيا يمثّل بها في عدم الوفاء وأهلها مشهورون بالخسّة والدّناءة والجفاء أليس من الخسارة أن تصرف عمرك العزيز النّفيس في طلب عديم الوفاء والخسيس ما عَلَى الرَّسُولِ إِلّا الْبَلاغُ (٢) والسّلام.

__________

(١) رواه الشيخان عن ابى هريرة رضى الله عنه.

(٢) الآية: ٩٩ من سورة المائدة.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!