موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(243) المكتوب الثالث والأربعون والمائتان إلى الملا أيوب المحتسب في الترغيب في الطريقة النقشبندية العلية

 

 


أداء الصّلاة جاز الإكتفاء بهما ولكنّ تلاوة القرآن مناسبة لحال المتوسّطين وأداء صلاة النّوافل مناسب لحال المنتهين. (ينبغي) أن يعلم: أنّ حضور الحقّ سبحانه إن كان بملاحظة الأسماء والصّفات فهو داخل في الغفلة عند المتوجّهين إلى الأحديّة المجرّدة وإن كان ذلك الحضور دائما فينبغي طرد هذه الغفلة أيضا والسّير إلى ما وراء الوراء، (شعر):

ولا تستقلّ هجر الحبيب وإن غدا ... قليلا ونصف الشّعر في العين ضائر

وكتبت ما ظهر من الوقائع وقد كنت كتبت قبل هذا أنّ أمثال ذلك مبشّرات وما جاء وقت ظهورها بعد فانتظر واشتغل شعر:

كيف الوصول إلى سعاد ودونها ... قلل الجبال ودونهنّ خيوف

والسّلام.

(٢٤٣) المكتوب الثّالث والأربعون والمائتان إلى الملّا أيّوب المحتسب في التّرغيب في الطّريقة النّقشبنديّة العليّة

بعد الحمد والصّلوات وتبليغ الدّعوات ليكن معلوما لاخي الأعزّ أنّك قد طلبت النّصائح دفعات في مكاتيب متعدّدة ولكن لم يقدم هذا الحقير على إجابة ذلك المسئول نظرا إلى قبح أحوال نفسه وحيث تكرّر الطّلب أردت أن أكتب بالضّرورة فقرات غير مرتبطة (فاستمع واعلم) أنّ اللّازم للإنسان الّذي لا بدّ منه والمكلّف به امتثال الأوامر والإنتهاء عن المناهي (وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) شاهد لهذا المعنى حيث كان مأمورا بالإخلاص كما قال تعالى (أَلا لله الدِّينُ الْخالِصُ) وهو لا يتصوّر بدون الفناء والمحبّة الذّاتيّة فلا جرم كان سلوك طريق الصّوفيّة المحصّلة للفناء أيضا ضروريّا لتتحقّق حقيقة الإخلاص وحيث كانت طرق التّصرّف في مراتب الكمال والتّكميل متفاوتة كان الأولى والأنسب للاختيار طريق يكون ملتزما لمتابعة السّنّة وأوفق بإتيان الأحكام الشّرعيّة وذلك الطّريق هو طريق أكابر النّقشبنديّة قدّس الله أسرارهم العليّة. فإنّ هؤلاء الأكابر التزموا في هذا الطّريق السّنّة واجتنبوا البدعة بحيث لا يجوّزون العمل بالرّخصة مهما أمكن وإن وجدوها نافعة في الظّاهر والباطن ولا يتركون العمل بالعزيمة وإن علموا أنّها مضرّة بالصّورة في السّيرة وإنّهم جعلوا الأحوال والمواجيد تابعة للأحكام الشّرعيّة واعتقدوا الأذواق والمعارف خادمة للعلوم الدّينيّة الاصوليّة والفرعيّة لا يستبدلون الجواهر النّفيسة الدّينيّة بجوز الوجد وموز الحال مثل الأطفال ولا يغترّون بترّهات الصّوفيّة ولا يفتنون ولا يعدلون من النّصوص إلى الفصوص ولا يلتفتون إلى الفتوحات المكّيّة تاركين للفتوحات المدنيّة ومن ههنا كان حالهم على الدّوام ووقتهم على الإستمرار وتلاشت نقوش السّوى في لجّة بواطنهم على نهج لو تكلّفوا في استحضار السّوى



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!