موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(250) المكتوب الخمسون والمائتان إلى الملا أحمد البركي في حل بعض استفساراته

 

 


الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى اعلم أنّ الخلاص الاخرويّ والفلاح السّرمديّ منوط بمتابعة سيّد الأوّلين والآخرين عليه وعلى آله أتمّ الصّلوات وأكمل التّسليمات ولذا يوصل بمتابعته إلى مقام المحبوبيّة للحقّ سبحانه وبها يتشرّف بالتّجلّي الذّاتيّ وبها يمتاز بمرتبة العبديّة الّتي هي فوق جميع مراتب الكمال، وحصولها بعد حصول مقام المحبوبيّة وبها جعل كمّل اتباعه مثل أنبياء بني إسرائيل ويتمنّى الأنبياء أولو العزم متابعته لو كان (١) موسى حيّا في زمنه ما وسعه الّا اتّباعه. وقصّة نزول روح الله ومتابعته حبيب الله معلومة ومشهودة وصارت أمّته بواسطة متابعته خير الامم وأكثر أهل الجنّة وبسبب متابعته يدخلون الجنّة غدا قبل جميع الامم ويتنعّمون فيها كذا وكذا ثمّ كذا وكذا فعليكم بمتابعته والتزام سنّته وإتيان شريعته عليه وعلى جميع إخوانه من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها وبقيّة المرام أنّي فوّضت إليك الشّيخ إسماعيل وهو من أحباب صاحب المعارف الحاجّ عبد الحقّ والسّلام.

(٢٥٠) المكتوب الخمسون والمائتان إلى الملّا أحمد البركيّ في حلّ بعض استفساراته

بسم الله الرّحمن الرّحيم بعد الحمد والصّلوات وتبليغ الدّعوات أنهي أنّ أحوال فقراء هذه الحدود وأوضاعهم مستوجبة للحمد والمسئول من الله سبحانه عافيتكم والصّحيفة الشّريفة قد وصلت وكتبت فيها أنّ الذّوق والفرح الّذي كنت أجده أوّلا لا أجده الآن وأظنّ ذلك من تنزّلي وانحطاطي. (اعلم) أيّها الأخ أنّ الحالة الاولى كانت من قبيل حالة أهل الوجد والسّماع الّتي للجسد دخل تامّ فيها وأمّا الحالة الّتي تيسّرت الآن فالجسد قليل النّصيب منها بل تعلّقها بالقلب والرّوح أزيد وبيان هذه المعاملة يستدعي تفصيلا وبالجملة انّ الحالة الثّانية فوق الحالة الاولى بمراتب وعدم وجدان الذّوق وفقدان فرصة الفرح فوق وجدان الذّوق والفرح لأنّ النّسبة كلّما تنجرّ إلى الجهالة وتنتهي إلى الحيرة وتتباعد عن الجسد تكون أصيلة وأقرب إلى حصول المطلوب فإنّه لا مجال في ذلك الموطن لغير العجز والجهل ويعبّر عن هذا الجهل بالمعرفة ويسمّى هذا العجز إدراكا. وكتبت أيضا أنّ تأثير تلك النّسبة الّذي كان أوّلا لم يبق الآن نعم لم يبق التّأثير الجسديّ وأمّا التّأثير الرّوحيّ فقد زاد وإن لم يدركه كلّ أحد وقد كانت مدّة صحبتكم بهذا الفقير قليلة جدّا، وذكر العلوم والمعارف أيضا كان قليلا فإن كان الله سبحانه أراد ثبوت الصّحبة تحصل المصاحبة أيّاما واستفسرت أيضا عن فرضيّة الحجّ والذّهاب إلى مكّة مع وجود الزّاد والرّاحلة في هذا الزّمان وعدمه (أيّها المخدوم) إنّ في الرّوايات الفقهيّة اختلافات كثيرة في هذا الباب والمختار في هذه المسألة فتوى الفقيه أبي اللّيث حيث قال: فإن كان الغالب الأمن وعدم الهلاك في

__________

(١) لو كان موسى الخ رواه أحمد والبيهقي في الشعب عن جابر رضى الله عنه.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!