موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(1) المكتوب الأول فى بيان الأحوال التي لها مناسبة بالاسم الظاهر وبيان ظهور القسم الخاص من التوحيد وبيان العروجات الواقعة فوق المحدد وانكشاف درجات الجنة وظهور مراتب بعض أهل الله كتبه إلى شيخه المعظم وهو الشيخ الكامل المكمل الواصل إلى درجات ا

 

 


تراب أعتاب تلك الخيمة المقدّسة يار محمّد الجديد البدخشيّ الطّالقانيّ وأورده في قيد التّحرير رجاء وصول النّفع منه إلى طالبي انحقّ جلّ وعلا والمسئول من الله سبحانه العصمة والتّوفيق:

(١) المكتوب الأوّل في بيان الأحوال الّتي لها مناسبة بالاسم الظّاهر وبيان ظهور القسم الخاصّ من التّوحيد وبيان العروجات الواقعة فوق المحدّد وانكشاف درجات الجنّة وظهور مراتب بعض أهل الله كتبه إلى شيخه المعظّم وهو الشّيخ الكامل المكمّل الواصل إلى درجات الولاية الهادي إلى طريق اندراج النّهاية في البداية مؤيّد الدّين الرّضيّ شيخنا وإمامنا الشّيخ محمّد الباقي النّقشبنديّ الأحراريّ قدّس الله سرّه الأقدس

وبلّغه إلى أقصى ما يتمنّاه عريضة أقلّ العبيد أحمد إلى ذروة العرض يعرض أحواله المتفرّقة اجتراء منه حسب الأمر الشّريف:

قد تشرّفت في أثناء الطّريق بتجلّي الاسم الظّاهر تجلّيا كلّيا بحيث ظهر لي في جميع الأشياء بتجلّ خاصّ على حدة على حدة وعلى لخصوص في كسوة النّساء بل في أجزائهنّ على حدة على حدة، فصرت منقادا لتلك الطّائفة على وجه لا أقدر على عرضه وكنت مضطرّا في ذلك الانقياد. وهذا الظّهور الّذي حصل في هذا المحلّ لم يكن في محلّ آخر، وما أريت من خصوصيّات اللّطائف ومحسّنات العجائب في هذا اللّباس لم يظهر في مظهر ما أصلا، قد ذبت بالتّمام وجريت كالماء بين أيديهنّ. وكذلك تجلّى لي في كلّ طعام وشراب وكسوة على حدة على حدة وما كان من اللّطافة والحسن في الطّعام الّلذيذ المتكلّف فيه لم يكن في غيره، وكان ذلك التّفاوت بين الماء العذب والملح بل كان في كلّ شيء حلو شيء من خصوصيّات الكمال على تفاوت الدّرجات على حدة على حدة ولا يمكن عرض خصوصيّات هذا التّجلّي بالتّحرير، فإن كنت في الملازمة العليّة لعرضتها * ولكن كنت في أثناء هذه التّجلّيّات مشتاقا إلى الرّفيق الأعلى ولم ألتفت إلى ما سواه مهما أمكن بيد أنّى لمّا صرت مغلوبا لم أجد بدّا من الالتفات، وفي ذلك الأثناء صار معلوما لي أنّ هذا التّجلّي لا ينافى تلك النّسبة التّنزيهيّة؛ فإنّ الباطن متعلّق بتلك النّسبة، لا التفات له إلى الظّاهر أصلا وإنّما المتشرّف بهذا التّجلّي هو الظّاهر الّذي هو خال ومعطّل عن تلك النّسبة، والحقّ أنّي وجدت الباطن غير مبتلّى بزيغ البصر، بل هو معرض عن جميع المعلومات والظّهورات ولمّا كان الظّاهر متوجّها إلى الكثرة والإثنينيّة استسعد بهذا التّجلّى * ثمّ أخذت هذه التّجلّيات في الاختفاء والاستتار بعد زمان وبقيت نسبة الحيرة والجهالة بحالها وصارت تلك التّجلّيات كأن لم يكن شيئا مذكورا. ثمّ عرض بعد ذلك شيء من الفناء الخاصّ وكان ذلك التّعيّن العلميّ الّذي ظهر بعد عود التّعيّن انعدم في هذا الفناء * ولم يبق أثر من مظانّ أنا * وفي هذا الوقت شرع آثار الإسلام وعلامة انهدام معالم الشّرك الخفىّ في الظّهور وكذلك رؤية القصور في الأعمال والفتور واتّهام النّيّات

والخواطر والخطور، وبالجملة ظهر بعض أمارات العبوديّة والاضمحلال. بلّغنا الله سبحانه وتعالى ببركة توجّهكم مقام حقيقة العبوديّة والعروجات إلى ما فوق المحدّد تقع كثيرا. (ولمّا وقع) العروج في المرتبة الأولى ووصلت إلى ما فوق المحدّد بعد طيّ المسافة وصار الخلد مع ما تحته مشهودا خطر في ذلك الوقت في الخاطر أن أشاهد هنالك مقامات بعض الرّجال. ولمّا توجّهت وقع النّظر على مقاماتهم ورأيت هؤلاء الأشخاص في تلك المحالّ على تفاوت درجاتهم مكانا ومكانة وذوقا وشوقا.

ثمّ وقع العروج في مرتبة ثانية وصارت مقامات المشايخ العظام وأئمّة أهل البيت الكرام والخلفاء الرّاشدين المرشدين للأنام * والمقام الخاصّ بنبيّنا عليه الصّلاة والسّلام * وكذلك مقامات سائر الأنبياء والرّسل الفخام * على التّفاوت، ومقامات الملائكة الملأ الأعلى مشهودة فوق المحدّد. ووقع من العروج فوق المحدّد مقدار ما بين مركز الأرض والمحدّد أو أقلّ من ذلك بيسير إلى أن انتهى إلى مقام حضرة الخواجه بهاء الدّين النّقشبند (١) قدّس الله سرّه وكان فوق ذلك المقام عدّة من المشائخ العظام، بل في نفس ذلك المقام بفوقيّة يسيرة مثل الشّيخ معروف الكرخيّ (٢) والشّيخ أبي سعيد الخرّاز (٣) ومقامات المشايخ الباقين بعضها فيما تحته وبعضها في نفس ذلك المقام. فأمّا الّذين في المقام التّحتانيّ فمثل الشّيخ علاء الدّولة السّمنانيّ (٤) والشّيخ نجم الدّين الكبرى (٥)، والّذين هم في المقام الفوقانيّ فأئمّة أهل البيت وما

__________

(١) بهاء الدين النقشبندي: محمد بن خواجه أحمد الظهوري الفاروقي العارف بالله الشيخ بهاء الدين النقشبندي الصوفي ولد سنة ٧٢٨ هـ وتوفي سنة ٧٩اهــ، من تصانيفه: الأوراد البهائية، سلك الأنوار في التصوف، منية السالكين وتحفة الطالبين في التصوف. انظر ترجمته في: إسماعيل باشا البغدادي: هدية العارفين: ٦/ ١٧٣، كحالة: معجم المؤلفين: ٣/ ٧١.

(٢) معروف الكرخي: أبو محفوظ، القدوة الزاهد، صاحب الأحوال والكرامات، توفي سنة ٢٠٠ هـ، كان من موالي علي بن موسى الرضى، كان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدبهم فقال له: إن الله ثالث ثلاثة، فقال: بل هو الله أحد، فضربه فهرب وأسلم على يد علي بن موسى الرضى ورجع إلى أبويه فأسلما، واشتهرت بركاته واستجابة دعوته، كان معروف الكرخي من المحدّثين، ومن جوامع كلمه: «مقت الله للعبد أن يراه مشتغلا بما لا يعنيه من أمر نفسه»، ومن أقواله أيضا: «طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق». انظر: ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب: ١/ ٣٦٠،

(٣) أبو سعيد الخراز: أحمد بن عيسى المتوفى سنة: ٢٧٧، وقيل سنة: ٢٨٦ هـ ٨٩٩ م، الخراز: نسبة إلى خرز الجلود، الزاهد الكبير، شيخ الصوفية، أحد المشاهير بالعبادة والمجاهدة والورع والمراقبة، له في ذلك التصانيف منها كتاب الصدق أو الطريق إلى الله، وكتاب الصيام، له كرامات وأحوال وصبر على الشدائد، قال الجنيد: «لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه الخراز لهلكنا»، روى عن إبراهيم بن بشار صاحب إبراهيم بن أدهم، ومن جيد كلامه: «إذا بكت أعين الخائفين فقد كاتبوا الله بدموعهم»، وقال: «العافية تستر البر والفاجر، فإذا نزل البلاء تبين عنده الرجال». انظر في ترجمته: ابن كثير: البداية والنهاية: ١١/ ٦٢، ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب: ٢/ ١٩٢، ابن الأثير: اللباب: ١/ ٣٥١، هدية العارفين: ٥/ ٥٥، الزركلي: الأعلام: ١/ ١٩١، كحالة: معجم المؤلفين: ١/ ٢٢١.

(٤) الشيخ علاء الدولة السمناني: هو الشيخ ركن الدين، علاء الدولة محمد بن أحمد السمناني، المالكي، المتوفى سنة: ٧٣٦ هـ ١٣٣٦ م، عالم مشارك في عدة علوم، سكن تبريز وبغداد، محدّث؛ سمع صحيح مسلم، وأجاز له جماعة، اختصر شرح السنة للبغوي،



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!