موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

العريضة الثالثة

 

 


متوجّهة فتوجّهها مثل العلم الحضوريّ بل عينه. وأرى التّوجّه والذّوق وأمثالهما داخلة في الظّلال لا أجدها مجاوزها وكانت اللّطائف أوّلا مختلطة بالبدن ولم يكن أمر سوى البدن مفهوما في نظر البصيرة كما كنت عرضته في الحضور الموفور السّرور والآن أجدها ممتازة عن البدن وأرى ذلك المقام مقام البقاء وبعد البقاء عرض أيضا نوع من الفناء للّطائف وفهم أنّ الأمر لا يتمّ بدون هذا الفناء الّذي يكون بعد البقاء وانأ الآن مقبوض منذ أيّام، ومعاملة السّرور قليلة ننظر ماذا يظهر بعد ذلك. وإلى الآن لم يحصل التّوجّه إلى العالم وحيث كان عرض الأحوال ضروريّا تجاسرنا بتحرير كلمات ويا قبلتي أرى الحضر في المنام في كلّ ليلة الّا ما شاء الله وماذا أكتب أزيد من ذلك فإنّ الزّيادة داخلة في التّكلّفات الرّسميّة والسّلام والعبوديّة.

العريضة الثّالثة

عريضة أقلّ العبيد محمّد صادق أنهي إلى موقف العرض انّ هذا الحقير كان مقبوضا ومغموما من مدّة فأدركت العناية الإلهيّة آخر الأمر بمحض التّوجّه الأقدس وحصل بسط عظيم وصار معلوما في ذلك البسط أنّ الذّكر والتّوجّه مثلا كانا أولا من جانب هذا الشّخص والآن كلّ شيء من جانبه تعالى وتقدّس ولا أجد في نفسي غير قابليّة لقبول ما يرد من جانبه تعالى كمرآة تطلع عليها الشّمس فاحترق بذلك الطّلوع كلّ ظلمة وكدورة في البدن واللّطائف وحصل لها نور وبركة كما ينبغي فانشرح الصّدر واتّسع القلب وصار البدن كالنّور مضيئا الطف من الرّوح والسّرّ اللّذين كانا قبل ذلك، ووجدت التّجلّي الأكمل من بين اللّطائف للقلب فلمّا نظرت إلى القلب ظهر أنّ في القلب قلبا آخر والتّجلّي له، فلمّا نظرت إلى قلب القلب ظهر أنّ في ذلك القلب قلبا آخر وهكذا إلى غير النّهاية فلم يظهر قلب بسيط الّا وفيه قلب آخر ولكن يتوهّم الآن أنّه انتهى إلى قلب بسيط وليس ذلك بمتيقّن وعلم أنّ الحالات المتقدّمة على هذه الحالة بالنّسبة إليها كانت كلّها تكلّفات صرفة، وقد كان خطر لي اسم هذا المقام ولكن كتبته تحاميا عن سوء الأدب فيا قبلتي انّ هذه كلّها أثر يسير من آثار التّوجّه الأطهر

(شعر): فلو أنّ لي في كلّ منبت شعرة ... لسانا أبثّ الشّكر كنت مقصرا

والمرجوّ سلامة الحضرة، وكيف أكتب تمنّي نيل ملازمة خدّام الجناب؟! وكيف أشرحه والتّصوّر ليلا ونهارا في كلّ ساعة إنّه في أيّ وقت مسعود وفي أيّ ساعة سعد حصل المطلب الأعلى والمقصد الأعزّ ولا تمنّي لي غير هذا التّمنّي يسّر الله سبحانه هذه الدّولة العظمى بأحسن الوجوه وأوفق الطّرق بحرمة النّبيّ وآله الأمجاد عليه وعليهم من الصّلوات أتمّها وأكملها والعبوديّة.

قد تمّ الجزء الأوّل من معرّب المكتوبات ويليه الجزء الثّاني للشّيخ المذكور نفع الله به.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!