موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(7) المكتوب السابع إلى الفقير الحقير عبد الحي جامع هذه المكتوبات الشريفة في بيان مراتب الخمس المحبية والمحبوبية والمحبة والحب والرضا ومرتبة أخرى فوقها وخصوصية كل واحد منها بنبى من الانبياء وما يناسب ذلك

 

 


متمايزتان في تلك المرتبة وتكون أحكام كلّ واحدة منهما مغايرة لاحكام الاخرى (فعلم) أنّ المقصود الذي كنت فهمته من خلقي قد حصل ومسئول الف سنة صار مقرونا بالاجابة الحمد لله الذي جعلني صلة بين البحرين ومصلحا بين الفئتين أكمل الحمد على كلّ حال والصّلاة والسّلام على خير الأنام وعلى إخوانه الكرام من الانبياء والملائكة العظام ولمّا صارت الصّباحة أيضا متلوّنة بلون الملاحة لا جرم حصلت الوسعة لمقام الخلّة الإبراهيميّة أيضا ونال المحيط حكم المركز أيضا.

(ينبغي أن يعلم) أنّ لمقام المحبّة مناسبة بمرتبة الملاحة ولمقام الخلّة بمرتبة الصّباحة وفي المحبّة كانت المحبوبيّة الصّرفة نصيب خاتم الرّسل عليه وعليهم الصّلاة والسّلام والمحبّة الخالصة مخصوصة بكليم الله عليه الصّلاة والسّلام وفي الخليل عليه الصّلاة والسّلام نسبة الجليسيّة والنّديميّة وكلّ من المحبّ والمحبوب غير الجليس والنّديم ولكلّ واحد منها نسبة على حدة. ولمّا كان هذا الفقير مربّى بالولاية المحمّديّة والولاية الموسويّة على صاحبيها الصّلاة والسّلام والتّحيّة كان له موطن ومسكن في مقام الملاحة ونسبة المحبوبيّة غالبة فيه بواسطة محبّته للولاية المحمّديّة على صاحبها الصّلاة والسّلام والتّحيّة ونسبة المحبّيّة مستورة ومغلوبة. (أيّها الولد) اعلم أنّه مع وجود هذه المعاملة الّتي هي مربوطة بخلقتي أحيلت عليّ معاملة أخرى أيضا عظيمة وليس المقصود من وجودي المشيخة والمريديّة (١) وتكميل الخلق وإرشادهم وهذه المعاملة غير تلك المعاملة وفي ضمن هذه المعاملة يأخذ الفيض كلّ من له مناسبة وإلّا لا. ومعاملة التّكميل والإرشاد بالنّسبة إلى هذه المعاملة كأنّها أمر مطروح في الطّريق ولدعوة الانبياء عليهم الصّلاة والسّلام بالنّسبة إلى معاملاتهم الباطنيّة هذا الحكم بعينه ومنصب النّبوّة وإن كان مختوما ولكن لكمّل تابعي الانبياء عليهم الصّلاة والسّلام نصيب من كمالات النّبوّة وخصائصها بطريق التّبعيّة والوراثة.

(٧) المكتوب السّابع إلى الفقير الحقير عبد الحيّ جامع هذه المكتوبات الشّريفة في بيان مراتب الخمس المحبّيّة والمحبوبيّة والمحبّة والحبّ والرّضا (٢) ومرتبة أخرى فوقها وخصوصيّة كلّ واحد منها بنبىّ من الانبياء وما يناسب ذلك

__________

(١) المريد: هو من انقطع إلى الله تعالى عن نظر واستبصار وتجرد عن إرادته إذ علم أنه ما يقع في الوجود إلا ما أراده الله تعالى لا ما يريده غيره فيمحو إرادته في إرادته فلا يريد إلا ما يريده الحق كان ما كان على الإجمال. أو هو: من تعلقت إرادته بالحق المشهود له فيصح له الإنتقال في سيره إلى الله تعالى من تجل إلى تجل ن ومن اسم إلى اسم. الكاشاني: رشح الزلال: ٤٠ ٤١.

(٢) الرضا: أصله الرضا عن الله تعالى في كل ما قضى وقدر وهو نتيجة رضا الله تعالى عن العبد. وصورته في البدايات: الرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى (اعلم) أرشدك الله تعالى أنّ في المحبّة الذّاتيّة الّتي هي محبّته سبحانه وتعالى لذاته بذاته ثلاث اعتبارات المحبوبيّة والمحبّيّة والمحبّة وظهور كمالات المحبوبيّة الذّاتيّة مسلّم لخاتم الرّسل عليه وعلى آله وعليهم الصّلوات والتّسليمات غاية ما في الباب: أنّ في جانب المحبوبيّة كمالين:

فعليّ

وانفعاليّ

والفعليّ أصل والانفعاليّ تابع له ولكنّ الإنفعاليّ علّة غائيّة للفعليّ فهو وإن كان متأخّرا في الوجود لكنّه متقدّم في التّصوّر. وظهور كمالات المحبّة نصيب كليم الله على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام.

والاعتبار الثالث الذي هو نفس المحبّة كان أبو البشر آدم عليه الصّلاة والسّلام مشهودا فيه أوّلا ثمّ إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام ثانيا ثمّ نوح عليه الصّلاة والسّلام ثالثا والامر إلى الله سبحانه. وحضرة الحقّ سبحانه كما أنّه يحبّ ذاته تعالت وتقدّست كذلك يحبّ كمالاته الاسمائيّة والصّفاتيّة والأفعاليّة وظهور هذه المحبّة الذّاتيّة يعني محبّته تعالى بذاته لاسمائه وصفاته أتمّ في الخليل عليه الصّلاة والسّلام وظهور المحبوبيّة الاسمائيّة والصّفاتيّة والأفعاليّة متحقّق في سائر الانبياء عليهم الصّلاة والسّلام كظهور محبّيّتها ولمّا كان للأسماء والصّفات والافعال ظلال كان ظهور محبوبيّة تلك الظّلال بتوسّط أصولها نصيب الأولياء المرادين المحبوبين كما أنّ محبّيّة تلك الظّلال كانت نصيب الأولياء المريدين المحبّين وفوق مقام المحبّة الذّاتيّة مقام الحبّ الذي هو جامع للاعتبارات الثلاثة وإجمالها ومقام الرّضا فوق مقام المحبّة والحبّ فإنّ مرتبة الرّضا فوق مرتبة المحبّة؛ فإنّ في المحبّة وجود النّسبة إجمالا وتفصيلا وفي مقام الرّضا حذف النّسبة وهو مناسب لحضرة الذّات تعالت وتقدّست وليس فوق مقام الرّضاء قدم إلّا ما أخبر النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - عن ذلك المقام حيث قال: «لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل» (١) وكأنّ في الحديث القدسيّ إشارة إلى هذه الخصوصيّة حيث ورد: «يا محمّد

__________

(٢) وفي الأبواب: وقوف العبد حيث ما وفقه الله تعالى من الحدود الشرعية لا يطلب ال، تداء منها ولا يميل إلى الرخص فيها. وفي المعاملات: طوع النفس فيها وبذل الوسع بلا كره منها. وفي الأصول: أن يرى قصد السلوك وعزم السير وإرادة الحق من الله تعالى لا من نفسه وفي الأحوال: أنلا يرضى إلا بحب الله وحده. وفي الولايات: فناء إرادته في إرادة الحق بالكلية والإنخلاع عن جميع صفاته عن البقية. الكاشاني: المعجم: ٢٤٨، ٢٤٩.

(١) أورده السيوطي في الجامع الصغير ولم يعزه إلى أحد قال: وروي عنه عليه السلام: «لي مع الله وقت ... . الحديث " الجامع الصغير ح ٤٣٤٧ وأورده المناوي في فيض القدير ح ٤٣٧٧ في شرح حديث «رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة». * وقال العجلوني: تذكره الصوفية كثيرا وهو في رسالة القشيري بلفظ لي وقت لا يسعني فيه غير ربيو يقرب منه ما رواه الترمذي في شمائله وابن راهويه في مسنده عن علي في حديث كان صلى الله عليه وسلم إذا أتى مترله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءا لله



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!