موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(6) المكتوب السادس إلى المخدوم زاده جامع العلوم العقلية والنقلية الخواجه مجد الدين محمد معصوم في بيان بعض الاسرار الغامضة ويفهم منها وجه كونه - صلى الله عليه وسلم - مأمورا باتباع ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام

 

 


المتأخّرين تنبّه على هذا الفرق وحقّق أنّ حصوله في نفسه غير حصوله القياميّ لانّ العرض يقال في حقّه “ إنّه وجد فقام ” فالوجود غير القيام وتحقيق ذلك البعض في العرض كان مرتقى العروج لي ووسيلة لمعرفة محتاج إليها وقد أمدّ في هذا السّير والسّلوك (١) كثير من التّحقيقات الكلاميّة والتّدقيقات الفلسفيّة وصارت واسطة للمعارف الإلهيّة جلّ سلطانه والسّلام على من اتّبع الهدى (٢) والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله وأصحابه من الصّلوات أتمّها ومن التّسليمات أكملها.

(٦) المكتوب السّادس إلى المخدوم زاده جامع العلوم العقليّة والنّقليّة الخواجه مجد الدين محمّد معصوم في بيان بعض الأسرار الغامضة ويفهم منها وجه كونه - صلّى الله عليه وسلّم - مأمورا باتّباع ملّة إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أظنّ أنّ المقصود من خلقي هو أن تكون الولاية المحمّديّة منصبغة بالولاية الإبراهيميّة عليهما الصّلاة والتّحيّة وأن يمتزج حسن ملاحة هذه الولاية بجمال صباحة تلك الولاية قد ورد في الحديث «أخي يوسف أصبح وأنا أملح " وأن يبلغ مقام المحبوبيّة المحمديّة بهذا الإنصباغ درجة عليا ويشبه أن يكون المقصود من الامر باتّباع ملّة إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - حصول هذه الدولة العظمى وانّ طلب الصّلوات والبركات المماثلتين لصلوات إبراهيم وبركاته - على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام - إنّما هو لاجل هذا الغرض والملاحة والصّباحة كلتاهما منبئتان عن حسن الذّات تعالت وتقدّست من غير مزج الصّفات ولكنّ حسن الصّفات والافعال والآثار كلّها مستفاد من حسن الصّباحة الكثيرة البركة وحسن الملاحة أنسب بحضرة الإجمال وكأنّ الملاحة مركز للحسن والصّباحة دائرة ذلك المركز. وكما أنّ في حضرة الذّات بساطة كذلك فيها وسعة أيضا وليست تلك البساطة والوسعة ممّا يجيئ في فهمنا وما ذلك الإجمال والتّفصيل ممّا يدرك بإدراكنا لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (٣) والبساطة والوسعة اللّتان نثبتهما في حضرة الذّات كلّ واحدة منهما متمايزة عن الاخرى لا أنّها عين الاخرى كما ظنّ البعض وأمّا التّميّز الذي هو ثابت في تلك المرتبة بين الانبياء فهو خارج عن حيطة إدراكنا وبعيد عن دائرة أفهامنا فتكون الصّباحة والملاحة أيضا

__________

(١) السير والسلوك في الحقيقة شيء واحد يقع التغاير بينهما بحسب الإعتبارات فقط فالسير مخصوص بالباطن والسلوك: مخصوص بالظاهر والسالك هو السائر إلى الله تعالى ومرتبته وسط بين المريد والمنتهي ما دام في السير. الحكيم الترمذي: خاتم الأولياء: ٥٠٣.

(٢) طه: ٤٧

(٣) الأنعام: ١٠٣



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!