موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(15) المكتوب الخامس عشر إلى سادات بلدة سامانه وقضاتها ومواليها وسائر أهاليها في ذم خطيب ترك ذكر الخلفاء الراشدين في خطبة عيد الاضحى وتقريعهم على استماعها وما يناسب ذلك

 

 


(١٥) المكتوب الخامس عشر إلى سادات بلدة سامانه وقضاتها ومواليها وسائر أهاليها في ذمّ خطيب ترك ذكر الخلفاء الرّاشدين في خطبة عيد الاضحى وتقريعهم على استماعها وما يناسب ذلك

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الباعث على تصديع خدّام ذوي الإحترام السّادات العظام والقضاة والأهالي والموالي الكرام في بلدة سامانه هو أنّا سمعنا أنّ خطيب ذلك المقام ترك ذكر الخلفاء الرّاشدين رضي الله عنهم في خطبة عيد الاضحى ولم يذكر أساميهم المتبرّكة. وسمعنا أيضا أنّه لمّا تعرّض له جماعة من الحاضرين لم يعترف بسهوه ولم يعتذر عن نسيانه وذنبه بل قابلهم بالتّمرّد والعناد وقال: «ايش يلزم “ إن لم يذكر أسامي الخلفاء الرّاشدين وسمعنا أيضا أنّ أكابر ذلك المقام وأهاليه تساهلوا في هذا الباب ولم يقابلوا ذلك الخطيب عديم الإنصاف والآداب بالشّدّة والغلظة [ع] فآها الف آه دون مرّة * وذكر الخلفاء الرّاشدين وإن لم يكن من شرائط الخطبة ولكنّه من شعائر أهل السّنّة والجماعة - شكر الله تعالى سعيهم - لا يتركه عمدا وتمرّدا إلّا من قلبه مريض وباطنه خبيث ولئن فرضنا أنّه لم يترك بالتّعصّب والعناد فماذا يقول في جواب وعيد ” من تشبّه بقوم فهو منهم» (١) وكيف

__________

(١) سنن أبي داود كتاب اللباس: باب: في لبس الشهرة. ح ٤٠٣١ عن ابن عمر.

* وقال الزيلعي في نصب الراية: قد روي من حديث ابن عمرو من حديث حذيفة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس.

- فحديث ابن عمر: أخرجه أبو داود في «سننه في اللباس " عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم» انتهى. وابن ثوبان ضعيف.

- وحديث حذيفة: رواه البزار في «مسنده " عن علي بن غراب ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة مرفوعا نحوه سواء وقال: وقد رواه غير علي بن غرابفوقفهانتهى.

- وحديث أبي هريرة: أخرجه البزار أيضا عن صدقة بن عبد الله عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا نحو هو قال: لم يتابع صدقة على روايته هذهو غيره يرويه عن الأوزاعي مرسلا انتهى.

- وأما حديث أنس: فرواه أبو نعيم في «تاريخ أصبهان في ترجمة أحمد بن محمود “ فقال: حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة ثنا بشر بن الحسين الأصبهاني ثنا الزبير بن عدي عن أنس بن مالكقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بعثت بين يدي الساعة “ وفي آخره: «ومن تشبه بقوم فهو منهم» انتهى. وهو في أحاديث ” الكشاف.

* وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: أخرجه أبو داود بسند حسن. انظر: فتح الباري: كتاب اللباس. باب القباء وفرّوج حرير. ١٠ / +

كتاب اللباس. باب القباء وفرّوج حرير.

* وصححه السيوطي في الجامع الصغير ح ٨٥٩٣.

* وقال المناوي: فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وهو ضعيف وقال السخاوي: سنده ضعيف لكن له شواهد وقال ابن تيمية: سنده جيد وقال ابن حجر في الفتح: سنده حسن قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن

يتخلّص من مظانّ التّهم وقد ورد “ اتّقوا مواضع التّهم» (١) فإن كان متوقّفا في تقديم الشّيخين وتفضيلهما فهو رافض لطريق أهل السّنّة والجماعة وإن كان متردّدا في محبّة الختنين فهو أيضا خارج من زمرة أهل الحقّ ولا يبعد أن يأخذ ذلك الخطيب الذي لا حقيقة له المنسوب إلى كشمريّة هذا الخبث من مبتدعي كشمير فينبغي تعليمه وتفهيمه أنّ أفضليّة الشّيخين ثابتة بإجماع الصّحابة والتّابعين كما نقله جماعة من أكابر أئمّة الدين واحد منهم الإمام الشّافعيّ رضي الله عنه. قال الشّيخ الإمام أبو الحسن الاشعريّ ” إنّ تفضيل أبي بكر ثمّ عمر على بقيّة الامّة قطعيّ وقد تواتر عن عليّ رضي الله عنه في خلافته وكرسيّ مملكته وبين الجمّ الغفير من شيعته “ أنّ أبا بكر وعمر أفضل الامّة. ” قال الذّهبيّ: ثمّ قال: «رواه عن عليّ رضي الله عنه نيّف وثمانون نفسا “ وعدّ منهم جماعة ثمّ قال: «فقبّح الله الرّافضة ما أجهلهم! ” وروى البخاريّ (٢) الذي كتابه أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى عن عليّ رضي الله عنه أنّه قال: «خير النّاس

__________

= غراب وثقه غير واحد وضعفه جمع وبقية رجاله ثقات اه‍. وبه عرف أن سند الطبراني أمثل من طريق أبي داود. (انظر: فيض القدير للمناوي ح ٨٥٩٣.

* وقال العجلوني: رواه أحمد وأبو داود والطبراني في الكبير عن ابن عمر رفعه وفي سنده ضعيف كما في اللآلئ والمقاصد لكن قال العراقي سنده صحيح وله شاهد عند البزار عن حذيفة وأبي هريرة وعند أبي نعيم في تاريخ أصبهان عن أنسو عند القضاعي عن طاووس مرسلا وصححه ابن حبان وتقدم في: إنما العلم بالتعلم في أثر عن الحسن قلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم وقال النجم قلت روى العسكري عن حميد الطويل قال كان الحسن يقول إذا لم تكن حليما فتحلم وإذا لم تكن عالما فتعلم فقلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم. (كشف لبخفاء للعجلوني ح ٢٤٣٦.)

* وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: كتاب الحج: الباب الثاني: في ترتيب الأفعال الظاهرة. أخرجه أبو داود من حديث ابن عمر بسند صحيح.

(١) لا أصل له. قال الحافظ العراقي: لم أجد له أصلا. انظر: تخريج أحاديث الإحياء: كتاب شرح عجائب القلب. لم أجد له أصلا.

* وقال العجلوني: ذكره في الإحياء وقال العراقي: في تخريج أحاديثه لم أجد له أصلا لكنه بمعنى قول عمر “ من سلك مسالك الظن اتهم ” ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق مرفوعا بلفظ “ من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومن من أساء الظن به ” وروى الخطيب في المتفق والمفترق عن سعيد بن المسيب قال وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثماني عشرة كلمة كلها حكم - وذكر منها: ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن. انظر: كشف الخفاء للعجلوني: ح ٨٣.

(٢) الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي: حبر الإسلام والحافظ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب الجامع الصحيح ولد سنة ١٩٤ هـ في بخارى ونشأ يتيما طلب الحديث مبكرا ورحل في طلبه سنة ٢١٠ هـ إلى الأمصار فكتب بخراسان والجبال ومدن العراق كلها وبالحجاز والشام ومصر وسمع من نحو ألف شيخ وجمع نحو ستمائة ألف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق بروايته وهو أول من وضع في الإسلام كتابا على هذا النحو قال عنه الحافظ في التقريب: «جبل الحفظ وإمام الدنيا " من تصانيفه الكثيرة: الجامع الصحيح التاريخ الكبير الأسماء والكنى الرد على الجهمية وخلق أفعال العباد رفع اليدين في الصلاة توفي أفردت في ترجمته المصنفات منها: أخبار البخاري للذهبي ترجمة البخاري للدواليي الفوائد الدراري للعجلوني مناقب البخاري للعيدروسي وللبسكري حياة البخاري للقاسمي تاريخ الإمام البخاري للمباركفوري. انظر في

بعد النبىّ عليه الصّلاة والسّلام أبو بكر ثمّ عمر ثمّ رجل آخر فقال ابنه محمّد ابن الحنفيّة ثمّ أنت؟! فقال: إنّما أنا رجل من المسلمين». وأمثال ذلك عنه وعن غيره من أكابر الصّحابة والتّابعين كثيرة شهيرة لا ينكرها الّا جاهل أو معاند. وينبغي أن نقول لذلك المنخلع عن لباس الإنصاف: إنّنا مأمورون بمحبّة جميع أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وممنوعون عن بعضهم وإيذائهم وحضرات الختنين من أكابر الصّحابة ومن أقاربه عليه الصّلاة والسّلام فيكونان أحقّ بالمحبّة والمودّة قال الله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلّاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (١). وقال النّبيّ عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام " الله الله في أصحابي ولا تتّخذوهم غرضا من بعدي فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه» (٢).

ومثل هذا الزّهر الكريه الرّاحة لم يعلم تفتّقه في بلاد الهند من ابتداء الإسلام إلى هذا الوقت ويكاد يتّهم جميع أهل البلد من هذه المعاملة بل يكاد يرتفع الإعتماد من جميع بلاد الهند وسلطان الوقت -

__________

= ترجمته: طبقات الفقهاء للشيرازي: طبقات الحنابلة: ١/ ٢٧١ - ٢٧٩ صفة الصفوة: ٢/ ٣٥٤ مقدمة هدي الساري: تهذيب التهذيب: ٥/ ٣٣ - ٣٨ المنهج الأحمد: ١/ ١٣٣ شذرات الذهب: ٢/ ١٣٤ النجوم الزاهرة: هدية العارفين: ٢/ ١٦ الأعلام: ٦/ ٣٤ معجم المؤلفين: ٣/ ١٣٠ ضحى الإسلام: ٢/ ١١٠ - ١١٩ بروكلمان: ٣/ ١٦٣ تاريخ التراث العربي: ١/ ١٧٣ وفي هذا الأخير طعن متهافت لا وزن له وتعصب على الإمام البخاري وصحيحه فزعم صاحبه - بعد دراسة ناقدة عميقة اتضح له منها!! - أن الكتاب صادف حظا كبيرا أن معلقات البخاري إنما هي أسانيد ناقصة في ربع مادتها وأنه “ بهذا يفقد كتاب البخاري كثيرا من شهرته بالجمع والشمول ” ولا يكون البخاري بهذه المعلقات العالم الذي طور الإسناد إلى الكمال بل هو أول من بدأ معه انهيار الإسناد!! وحال هذا كما قيل:

كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل.

ومثل هذا النقد يكشف عن جهل مركب وسوءة علمية لصاحبه بعلوم أهل الحديث واصطلاحهم بله أن يدرس صحيح البخاري دراسة ناقدة عميقة حيث لم يفرق بين صحيح البخاري وبين المعلقات في صحيح البخاري وبينهما فرق؛ فإن معلقات البخاري لا تأخذ حكم الأحاديث الموصولة بل هي كما قيل فقه الإمام البخاري في صحيحه لا أنها هي الصحيح نفسه وهذه المعلقات على مراتب: فمنها المرفوع منها الموقوف ومنها الصحيح الذي على شرط البخاري وما ليس على شرطه ومنها الحسن ومنها أيضا الضعيف الذي يتقوى بغيره ولبسط القول فيها يراجع: هدي الساري مقدمة فتح الباري: ١٩ - ٧٧ تغليق التعليق: ١/ ٢٨٠ ٢ / + قواعد التحديث: ١٢٤.

(١) الشورى: ٢٣

(٢) حسن غريب: سنن الترمذي: كتاب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. باب (ما جاء في فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ح ٣٩٥٤ - عن عبد الرّحمن بن زياد عن عبد الله بن مغفّل وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. مسند أحمد: مسند البصريين. * وحسنه السيوطي في الجامع الصغير ح ١٤٤٢.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!