موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(24) المكتوب الرابع والعشرون إلى الحاج محمد الفركتي في جواب كتابه

 

 


في الظّاهر بالنّسبة إلى الوسط ولكنّ الامر بالعكس في الحقيقة؛ فإنّ الآخر أقرب إليه من الوسط ومنصبغ بصبغة يصدّقه المتوسّطون أوّلا بل لا يعلم إدراك أكثر المتأخّرين حقيقة هذه المعاملة. والسّلام عليكم وعلى من اتّبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله الصّلوات والتّسليمات العلى.

(٢٤) المكتوب الرّابع والعشرون إلى الحاجّ محمّد الفركتيّ في جواب كتابه

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى قد صار ورود المكتوب الشّريف المرسل من كمال الإخلاص والمودّة موجبا لفرح كثير وتجعلك نسبة الرّابطة مع صاحب الرّابطة دائما وتكون واسطة للفيوضات الإنعكاسيّة ينبغي أداء شكر هذه النّعمة العظمى كما ينبغي والبسط (١) والقبض (٢) كلاهما جناحا الطّير إنّ في هذا الطّريق لا ينبغي الحزن للقبض والفرح للبسط ولقد تمنّيت حصول مشاهدة الجمال اللّايزاليّ في جميع الذّرّات. (أيّها المحبّ) ما للعبد وللتّمنّي؛ فإنّ متمنّاه لا بدّ وأن يكون قاصرا على مقدار فهمه ومشاهدة الجمال اللّايزاليّ في مرآة الذّرّات من قصور النّظر فإنّ الذّرّات من أين لها مجال أن

__________

(١) البسط: لغة: النشر والسعة. انظر: ابن منظور: لسان العرب / بسط.

أما عند الصوفية: فهو بسط الحق عبده لقوة معناه وكمال عرفانه بحيث يشهد الحق في الخلق فلا يخالج الشواهد مشهوده ولا يضرب رياح الرسوم موجوده فهو منبسط في قبضة القبض.

وصورته في البدايات: الفرح بالتوفيق للموافقات والثقة بالوعد في الآيات.

وفي الأبواب: غلبة الرجاء على الخوف لحسن الظن بالرب.

وفي المعاملات: بسط القلب برؤية الأفعال كلها لله وجميع الأمور بيد الله فينبسط صاحبها لاطلاعه على أسرار الحق.

وفي الأخلاق: البسط مع الخلق لحسن الخلق لوقوفه على سر القدر.

وفي الأصول: البسط لقوة اليقين والأنس بالله.

وفي الأودية: البسط بحصول السكينة وتنور البصيرة.

وفي الأحوال: البسط بشهود أنوار التجليات وذوق الموصول إلى المحبوب.

وفي الولايات: البسط بتولي الحق إياه وبسطه له.

(٢) القبض: لغة نقيض البسط وهو متعدد المعاني وأصله الإمساك انظر: ابن منظور: لسان العرب / قبض.

أما عند الصوفية: فهو قبض الحق عبده عن الخلق يستره في لباس التلبيس بظاهر الشريعة وصورة العوام صيانة عن الناس.

وصورته في البدايات: قبضه عن الخالفات. وفي المعاملات: قبضه عن رؤية الأفعال من المخلوقات والمسببات من الأسباب. وفي الأصول: قبضه عن الفوز في السير وحدوث العلائق والموانع. وفي الأودية: قبضه عن الجهل والغباوة. وفي الأحوال: قبضه عن السلو والبطالة. وفي الولايات: قبضه عن كثرة الصفات إلى وحدة الذات. انظر: الكاشاني: معجم اصطلاحات الصوفية: ٣٥٢، ٣٥٣.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!