موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(29) المكتوب التاسع والعشرون إلى معدن الفضيلة الشيخ عبد الحق الدهلوي في بيان أن أفضل الامتعة في هذه النشأة الحزن والغم وأهنى نعم هذه المائدة المصيبة والألم

 

 


الوقت إلى روحانيّة النّبيّ - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام - فوصل الخطاب منه صلّى الله عليه وسلّم - إلى حضرة الخواجه: «إنّ نظام الدين منّا ليس لاحد مجال التّصرّف فيه “ وذكر في محلّ آخر من هذا الكتاب أنّ الخواجه أحرار - قدّس سرّه - سلب نسبة مولانا حين صيرورته شيخا كبيرا فقال مولانا ” إنّ الخواجه وجدنا شيخا فأخذ كلّ ما كنت نلته وجمعته وصيّرني مفلسا في آخر الامر “ كيف يتصرّف الخواجه أحرار - قدّس سرّه - فيمن قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في حقّه ” إنّه منّا ليس لاحد مجال التّصرّف فيه» (اعلم) أنّ حضرة شيخنا - قدّس سرّه - كان لا يستحسن هذا النّقل وكان يتوقّف في تصديق سلب نسبة مولانا وكان يقول: «إنّ هذا النّقل لم يثبت من مولانا عبد الرّحمن الجامي وغيره من مريدي مولانا سعد الدين الكاشغرىّ الذي هو مريد مولانا نظام الدين ولم ينقل عن احد منهم بالرّدّ والقبول وهم جماعة كثيرون فمن اين سمعه مولانا فخر الدين علىّ وكتبه فان كان هذا الخبر صادقا لنقل بالتّواتر لتوفّر الدواعى على نقله وحيث لم ينقل بالتّواتر وتقرّر على خبر الواحد علم أنّ في صدقه تردّدا وبعض النّقول الّتي ينقلها صاحب الرّشحات غير هذا أيضا بعيد عن الصّدق ولأهل هذه السّلسلة العليّة تردّدات في صدق تلك النّقول وهو سبحانه أعلم. وأيضا كان حضرة شيخنا - قدّس سرّه - يقول “ إنّ التفليس يدلّ على سلب الإيمان ” أعاذنا الله سبحانه منه وتجويز هذا المعنى مشكل جدّا رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ (١)

(٢٩) المكتوب التّاسع والعشرون إلى معدن الفضيلة الشّيخ عبد الحقّ الدهلويّ في بيان أنّ أفضل الامتعة في هذه النّشأة الحزن والغمّ وأهنى نعم هذه المائدة المصيبة والألم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى (أيّها المخدوم المكرّم) إنّ الآلام والمصائب وإن كانت ثقيلة حيث إنّها تحمل الاذى ولكنّ فيها رجاء الكرامات وأفضل أمتعة هذه النّشأة الحزن والغمّ وأهنى نعيم هذه المائدة المصيبة ولالم قد جعل هذا السّكّر في غلاف رقيق من دواء مرّ وفتح طريق الإبتلاء بهذه الحيلة نظر السّعداء إلى حلاوة ذلك السّكّر وصاروا يبلعون ذلك المرّ مثل السّكّر ووجدوا المرارة حلوا على عكس الصّفراويّ حيث لا يجده حلوا فإنّ أفعال المحبوب كلّها حلوة وإنّما يجدها مرّا من كان عليلا بعلّة التّعلّق بالسّوى وأهل السّعادة يجدون في إيلام المحبوب من الحلاوة واللّذّة ما لا يتصوّر وجدان مثله في الإنعام فإنّه وإن كان كلاهما من المحبوب ولكن لا مدخل في الإيلام لنفس

__________

(١) آل عمران: ٨



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!