موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(28) المكتوب الثامن والعشرون إلى مولانا محمد صادق الكشميري في جواب استفساراته

 

 


الجمهور؟! فإنّه لم يسمع إلى الآن أنّ أحدا قال بأنّ حقائق الممكنات هي الارواح الإنسانيّة والعجب من الشّيخ كلّ العجب حيث تخيّل أنّ كلّ أحد يقول ما يقول بالقياس والتّخمين وينسجه بالتّفكّر والتّخيّل كلّا إنّ المعارف الّتي تملى وتكتب بلا كشف وإلهام أو تحرّر وتقرّر بدون شهود ومشاهدة فهي بهتان وافتراء خصوصا إذا كانت مخالفة لما ذهب إليه القوم ولم أدر ماذا اعتقد الشّيخ المشار إليه ومن أيّ قبيل فهم هذه المعارف؟ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وثَبِّتْ أَقْدامَنا واُنْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (١) والسّلام.

(٢٨) المكتوب الثامن والعشرون إلى مولانا محمّد صادق الكشميري في جواب استفساراته

بعد الحمد والصّلوات وتبليغ الدعوات أنهي أنّ المكتوب الشّريف قد وصل وحيث كان متضمّنا لأحوال شريفة مقبولة صار موجبا للفرح. وكتبت فيه أنّ المعاملة في الدراية بلغت مبلغا لا أقدر حمل الصّفات على الذّات تعالت وتقدّست الّا بالتّكلّف وأرى أنّ الحقّ سبحانه وراء الكلّ ينبغي السّعي إلى أن يبقى هذا الحمل بالتّكلّف أيضا وينجرّ الامر إلى الحيرة الصّرفة. (وسئلت) أنّه نقل في الرّشحات عن بابا آبريز أنّه قال: «لمّا عجن الحقّ سبحانه طينة آدم في الازل صببت الماء في ذلك الطّين " فما يكون تأويل هذا الكلام؟ (اعلم) أنّ الملائكة الكرام - على نبيّنا وعليهم الصّلاة والسّلام - كان لهم دخل في خدمة طينة آدم - عليه السّلام - كذلك يجوز أن يكون لروح المذكور دخل في تلك الخدمة وأن يفوّض إليه خدمة صبّ الماء وأن يكون مطّلعا من عالم الغيب على هذا المعنى بعد نشأته العنصريّة بل بعد كماله ويجوز أن يعطي الحقّ سبحانه للأرواح المجرّدة قدرة تصدر بها أفعال الاجسام ومن هذا القبيل ما أخبر بعض الكبراء عن أفعاله الشّاقّة الصّادرة عنه قبل وجوده العنصريّ بقرون متطاولة وكان صدور تلك الافعال عن أرواحهم المجرّدة وحصل لهم الإطّلاع على هذا المعنى بعد وجوده العنصريّ وأوقع صدور هذه الافعال جماعة في توهّم التّناسخ (٢) معاذ الله من توهّم تعلّق تلك الارواح بأبدان أخرى والرّوح المجرّدة هي الّتي تفعل أفعال البدن بإقدار الله جلّ سلطانه وتوقع أرباب الزّيغ في الضّلالة ومجال الكلام في هذا المقام كثير وقد فاضت تحقيقات عجيبة فإن وفّقنا تثبتها في محلّ إن شاء الله تعالى والآن لم يساعد الوقت (وسألت) أيضا أنّه قد ذكر في الرّشحات أنّ الخواجة علاء الدين العطّار قدّس سرّه لمّا تأذّى خاطره من مولانا نظام الدين الخاموش قدّس سرّه أراد أن يسلب عنه نسبته فالتجأ مولانا في ذلك

__________

(١) البقرة: ٢٨٦

(٢) التناسخ: انتقال النفس بعد الموت إلى جسم آخر نباتي أو حيواني أو إنساني. انظر: المعجم الفلسفي: ٤٩. الجرجاني: التعريفات: ٩٣.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!