موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(51) المكتوب الحادي والخمسون إلى الخواجه محمد صديق

 

 


العناية [ع] لا عسر في أمر مع الكرام * ولا يغلطنّ هنا شخص فيقول إنّه قد حصل في هذا الموطن الإستغناء عن صورة الشّريعة وحقيقتها ولم يبق الإحتياج إلى إتيان الاحكام الشّرعيّة لانّا نقول إنّ الشّريعة أصل هذا الامر وأساس هذه المعاملة وكلّما يتعالى الشّجر أو يتطاول البنيان ويبنى فوقه القصور والايوان لا يستغنيان عن الاصل والأساس ولا يزول عنهما الإحتياج الذّاتيّ فإنّ البيت العلوّ مثلا كلّما كان أرفع وأعلى لا يكون له بدّ من البيت السّفل ولا يزول احتياجه عنه أصلا طرأ الخلل في السّفل فرضا يؤثّر ذلك الخلل في العلوّ أيضا ويستلزم زوال السّفل زوال العلوّ فالشّريعة لازمة في جميع الحال وجميع الوقت وكلّ شخص محتاج إلى إتيان أحكامها فإذا ترقّت المعاملة عن هذا الموطن أيضا بفضل الله جلّ سلطانه وتحوّل الامر من التّفضّل إلى المحبّة يستقبل ح مقام عال جدّا مخصوص بالأصالة بخاتم الرّسل عليه وعليهم الصّلاة والتّسليمات ويشرّف به بالتّبعيّة والوراثة كلّ من أريد له ذلك وذلك القصر الذي يظهر في النّظر من غاية الرّفعة ضيّقا أجد حضرة الصّديق داخلا فيه بطريق الوراثة إلى سرّته وحضرة الفاروق أيضا مهتد إلى هذه الدولة ومن أمّهات المؤمنين أرى فيه معه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام بعلاقة الإزدواج حضرة الخديجة وحضرة الصّدّيقة رضي الله عنهما والأمر إلى الله سبحانه ولمّا كان الاخ الاعزّ ذو المعارف الشّيخ عبد الحيّ الذي كان في الصّحبة سنين متوجّها إلى وطنه وكان لذلك المقام تعلّق به كتبنا سطورا بالضّرورة واطّلعنا على أحوال المشار إليه ووجود أهل الله مغتنم في أيّ مكان كان وبشارة لسكّان ذلك المكان وفي عين ذلك المقام يقيم الاخ الاعزّ الشّيخ نور محمّد ويصرف أوقاته بالفقر وفقدان المراد ويغبط ذلك المقام حيث اجتمع فيه اثنان من أهل الله أمثالهما وتحقّق فيه قرآن السّعدين والسّلام.

(٥١) المكتوب الحادي والخمسون إلى الخواجه محمّد صدّيق

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى (اعلم) أيّها الاخ الصّدّيق أنّ كلامه سبحانه مع البشر قد يكون شفاها وذلك لأفراد من الانبياء عليهم الصّلاة والتّسليمات وقد يكون لبعض الكمّل من متابعيهم بالتّبعيّة والوراثة أيضا وإذا كثر هذا القسم من الكلام مع واحد منهم سمّي محدّثا كما كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وهذا غير الإلهام وغير الإلقاء في الرّوع وغير الكلام الذي مع الملك إنّما يخاطب بهذا الكلام الإنسان الكامل الجامع بين عالمى الامر والخلق والرّوح والنّفس والعقل والخيال والله



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!