موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(60) المكتوب الستون إلى محمد تقى في بيان أن اللازم صرف العنان عن فضوليات الدين والإشتغال بضروريات الدين وما يناسب ذلك

 

 


وكتبتم أنّ هذا المعنى حاصل بالتّكلّف والمرجوّ أن يكون نصيبا من غير تكلّف (أيّها النّجيب) إنّ المعقول والموهوم بل المكشوف والمشهود آفاقيّا أو أنفسيّا كلّه داخل في السّوى ومن جملة اللهو واللّعب وليس التّعلّق به غير التّعلّق بالشّعابذة وزوال هذه التعلّقات لو كان بالتّكلّف فهو داخل في الطّريقة ومن جملة علم اليقين فإن تيسّرت هذه الدولة بعد اللّتيا واللّتى بلا تكلّف وتبدّل حال التّكلّف في نفي السّوى بانتفائه بنفسه فقد خرج من مضيق الطّريقة وسكّة العلم وتشرّف بالفناء وهذا المعنى يسير في التّكلّم وعسير بحسب الوصول إليه أيّ عسير إلّا من يسّره الله سبحانه والأمور الّتي تتعلّق بالحقيقة فهي في الأمام وبعد المرور من النّفي بل بعد مجاوزة مقام الإنتفاء مقام الإثبات وما وراء العلم والعين (اعلم) أنّه لا اعتداد بالطّريقة في جنب الحقيقة ولا اعتبار للنّفى بالنّسبة إلى الإثبات أصلا فإنّ متعلّق النّفى هو الممكنات ومتعلّق الإثبات هو الواجب سبحانه والنّفى يرى في النّظر في جنب الإثبات كقطرة في جنب البحر المحيط وبحصول هذا النّفي وذاك الإثبات يوصّل إلى الولاية الخاصّة وبعد حصول الولاية الخاصّة إمّا العروج وإمّا النّزول وإن كان النّزول لذلك العروج لازما أيضا رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا واِغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) السّلام عليكم وعلى سائر من اتّبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه الصّلاة والسّلام.

(٦٠) المكتوب السّتّون إلى محمّد تقى في بيان أنّ اللّازم صرف العنان عن فضوليّات الدين والإشتغال بضروريّات الدين وما يناسب ذلك

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى قد تشرّفت بمطالعة الصّحيفة الشّريفة وقد اندرجت فيها الدلائل الّتي وفّقتم لاقامتها وترتيبها في باب خلافة الصّدّيق رضي الله عنه الّتي ثبتت بإجماع أهل الحلّ والعقد من الصّدر الاوّل الذي هو خير القرون وفي باب فضليّة الخلفاء الرّاشدين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين الّتي هي على ترتيب خلافتهم ونعتها وفي باب ملازمة السّكوت عن منازعات أصحاب خير البشر ومشاجراتهم عليه وعليهم الصّلاة والسّلام فأورث ذلك فرحا وافرا وهذا الإعتقاد كاف في بحث الإمامة وموافق لاعتقاد أهل السّنّة والجماعة شكر الله تعالى سعيهم (أيّها المخدوم المشفق) انّ بحث الإمامة من فروع الدين لا من أصوله وضروريّات الدين غير ذلك الذي يتعلّق بالإعتقاد والعمل ممّا تكفّل علم الكلام وعلم الفقه ببيانه والإشتغال بالفضوليّات بترك الضّروريّات صرف العمر فيما لا يعني. وقد ورد في الخبر “ علامة إعراضه تعالى عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه ” فلو كان بحث الإمامة من ضروريّات الدين

__________

(١) التحريم: ٨



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!