موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(61) المكتوب الحادي والستون في تعزية أصحاب المرحوم مولانا أحمد البركي وفي نصيحتهم وجعل مولانا الحسن رئيس حلقتهم وما يناسب ذلك

 

 


وأصول الشّريعة كما زعمت الشّيعة لكان ينبغي أن يعيّن الحقّ تعالى في كتابه المجيد من يستحقّ الإستخلاف وان يشخّص الخليفة وان يأمر النّبىّ صلّى الله عليه وسلّم أيضا بخلافة واحد وان يجعل الواحد خليفة بالتّنصيص والتّصريح ولمّا لم يفهم الإهتمام في هذا الامر من الكتاب والسّنّة علم أنّ بحث الإمامة من فضول الدين لا من أصوله والفضوليّ يشتغل بالفضول مع انّ امامه كثيرا من ضروريّات الدين بحيث لو اشتغل بها لما وصلت النّوبة إلى الفضول أوّلا لا بدّ من تصحيح الإعتقاد الذي يتعلّق بذات الواجب وصفاته وأفعاله تعالى وينبغي الإعتقاد أيضا أنّ ما جاء به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من عند الحقّ جلّ وعلا وما علم من الدين بالضّرورة والتّواتر من الحشر والنّشر والعذاب والثواب الأخرويّين الدائميّين وسائر السّمعيّات كلّه حقّ ليس في شيء منها احتمال التّخلّف فإن لم يكن هذا الإعتقاد فلا نجاة وثانيا لا بدّ من إتيان الاحكام الفقهيّة أيضا من أداء الفرائض والواجبات بل من أداء السّنن والمستحبّات ينبغي حسن رعاية الحلّ والحرمة الشّرعيّين والإحتياط في حفظ حدود الشّريعة حتّى يرجى الفلاح والخلاص من عذاب الآخرة فإذا صحّح الإعتقاد والعمل وصلت النّوبة إلى الدخول في طريق الصّوفيّة ورجاء حصول كمالات الولاية وبحث الإمامة بالنّسبة إلى ضروريّات الدين كالمطروح في الطّريق. غاية ما في الباب أنّ المخالفين لمّا غالوا في هذا الباب وطعنوا في أصحاب خير البشر عليه وعليهم الصّلوات والتّسليمات يورد في ردّهم بالضّرورة مقدّمات طويلة الذّيل لكون دفع لزوم الفساد من الدين المتين من ضروريّات الدين والسّلام.

(٦١) المكتوب الحادي والسّتّون في تعزية أصحاب المرحوم مولانا أحمد البركيّ وفي نصيحتهم وجعل مولانا الحسن رئيس حلقتهم وما يناسب ذلك.

بسم الله الرّحمن الرّحيم بعد الحمد والصّلوات وتبليغ الدعوات أنهي أنّ وجود المرحوم المغفور له مولانا أحمد عليه الرّحمة في هذا الوقت كان للمسلمين آية من آيات الله جلّ وعلا ورحمة من رحماته تعالى اللهمّ لا تحرمنا أجره ولا تفتنّا بعده. الإمداد والإعانة للماضين مأمول ومسئول من الاصحاب والأحباب وخدمة أولاد المرحوم ومتعلّقاته واستمالة قلوبهم وتسلية خواطرهم واجبة على المحبّين؛ فينبغي سعيهم في أن يقرأ أولاد المرحوم وأن يكونوا متحلّين بالعلوم الشّرعيّة وليكافئوا إحسان المرحوم بالإحسان إلى أولاده هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلّاَ الْإِحْسانُ (١) وينبغي رعاية أطوار المرحوم وأوضاعه وأحواله وأوقاته وأن تشتغلوا بالذّكر والحلقة لئلّا يقع الفتور وأن يقعد الاصحاب مجتمعين فإنّ كلّ واحد

__________

(١) الرحمن: ٦٠

في الآخر ليظهر أثر الصّحبة وقد كتب هذا الفقير قبل ذلك على سبيل الإتّفاق بأنّ مولانا لو اختار سفرا ينبغي أن ينصب الشّيخ الحسن مكانه فكان المراد منه على وفق القضاء هذا السّفر والآن أيضا ألاحظ في هذا الامر مكرّرا وأجد الشّيخ الحسن متعيّنا في هذا الامر ولا يثقل هذا المعنى على بعض الاصحاب فإنّه ليس باختيارنا ولا باختيارهم والإنقياد لازم ولطريق الشّيخ الحسن مناسبة كثيرة بطريق مولانا والنّسبة الّتي أخذها مولانا من هذا الجانب في الآخر للشّيخ الحسن شركة معه فيها والأصحاب الباقون قليلوا النّصيب منها وإن حصل لهم كشف وشهود وصاروا متحلّين بالتّوحيد والإتّحاد ولكنّ هذه الدولة أمر آخر لا يشترون الكشوف والشهود هناك على شعيرة ويستغفرون من ذلك التّوحيد والإتّحاد وبالجملة ينبغي أن لا يتوقّف الاصحاب في تقديم الشّيخ الحسن وأن يشتغلوا بأمرهم جاعلين إيّاه رئيس حلقتهم وليفهم أخونا الخواجه أويس هذا المعنى للأصحاب وليدلّهم على الإشتغال بعقد الحلقة والصّحبة ويرغّبهم في الشّيخ الحسن وينبغي للشّيخ الحسن أيضا حفظ خواطر الشّركاء والرّفقاء، وأداء حقوق الاخوّة، وأن لا يفارق مطالعة الكتب الفقهيّة وأن يجتهد في نشر الاحكام الشّرعيّة وأن يرغّب في متابعة السّنّة السّنيّة وأن يحذّر عن البدعة الشّنيعة وأن لا يعدل عن طريق الالتجاء والتّضرّع والإنكسار لئلّا يلقى النّفس الامّارة من جهة الرّياسة والتّقدّم على الاقران في المهلكة والحالة السّيّئة وليعتقد نفسه في جميع الاوقات وسائر الحالات قاصرا وناقصا وليكن طالبا لكماله والنّفس والشّيطان عدوّان قويّان في الكمين فلا يخرجان من الطّريق خائبا وخاسرا. (شعر)

وذلك من نصحي لكم إن قبلتموا ... نجوتم وإلّا فافعلوا ما بدا لكم

وبلاد الهند بعيد عنكم والقافلة ترد وتذهب بالأخبار في سنة مرّة واحدة فينبغي كتابة الأحوال فإن لم تقدروا على الوصول فلا تغفلوا عن الكتابة. والشّيخ يوسف قريب منّا وكان هنا مدّة وأخذ فوائد جمّة واطّلع على حقيقة الفناء ورجع إلى وطنه بميعاد المجيء ثانيا وهو رجل مستعدّ وصادق الإخلاص والله سبحانه الموفّق. وحيث نأيتم عنّا يبالغ في النّصيحة تيقّظوا وتنبّهوا واعتقدوا الرّياسة بلاء الرّوح وكونوا خائفين ووجلين مشفقين من حدوث لذّة في هذه الرّياسة فتنجرّ إلى الهلاك الابديّ. رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وثَبِّتْ أَقْدامَنا واُنْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (١) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ (٢)

__________

(١) البقرة: ٢٨٦

(٢) الصافات: ١٨٠ ١٨١، ١٨٢



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!