موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(63) المكتوب الثالث والستون إلى نور محمد الانبالي في جواب استفساره بأنه إذا حضر الطالب لطلب الحق جل وعلا عند شيخ آخر مع وجود شيخه هل يجوز له ذلك أو لا؟

 

 


الشّكر والشّكاية راجعين إليها ويرون الحسنة والسّيّئة منها فإنّهم لو لم يعتبروا الاسباب لابطلوا معاملة عظيمة رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ (١) ووجود معدن الحقائق والمعارف أخي الاعزّ السّيّد مير محمّد نعمان مغتنم في تلك الحدود ودعاؤه وتوجّهه كبريت أحمر وأظنّ أنّ بركات توجّهاته وفيوضها قوائم دولتكم وأجده في الحضور والغيبة ممدّكم ومعاونكم. وقد كتب المرقوم قبل هذا بسنة من محاسنكم إلى الفقير وأدرج فيما كتب محبّتكم وإخلاصكم للفقراء وأظهر فيه أنّه قد فوّض تولية هذه الولاية إلى آخر فهذا الوقت وقت التّوجّه والمدد فحصل للفقير في أثناء مطالعة ذلك المكتوب توجّه في هذا الباب فوجدتكم في ذلك الوقت رفيع القدر والظّاهر أنّه قد كان في تلك السّاعة شخص متوجّها إلى تلك الجهة فكتبت في جواب ذلك المكتوب هذه العبارة: أنّ خان خانان يظهر في النّظر رفيع القدر والأمر عند الله سبحانه.

(٦٣) المكتوب الثالث والسّتّون إلى نور محمّد الانباليّ في جواب استفساره بأنّه إذا حضر الطّالب لطلب الحقّ جلّ وعلا عند شيخ آخر مع وجود شيخه هل يجوز له ذلك أو لا؟.

بسم الله الرّحمن الرّحيم بعد الحمد والصّلوات وتبليغ الدعوات أنهي أنّ المكتوب المرسل قد وصل وسألت أنّه مع وجود حياة الشّيخ إذا حضر الطّالب عند شيخ آخر لطلب الحقّ جلّ وعلا هل يجوز له ذلك أو لا؟ (اعلم) أنّ المقصود هو الحقّ سبحانه والشّيخ وسيلة الوصول إلى جناب الحقّ تعالى فإن رأى الطّالب رشده عند شيخ آخر ووجد قلبه في صحبته حاضرا مع الحقّ يجوز أن يحضر عنده في حياة شيخه الاوّل بلا إذنه ويطلب منه رشده؛ ولكن ينبغي أن لا ينكر شيخه الاوّل ولا يذكره إلّا بخير خصوصا في هذا الوقت فإنّه لم يبق فيه المريديّة والشّيخوخة غير الرّسم والعادة فإذا لم يكن لشيوخ هذا الوقت خبر عن أنفسهم ولا يقدرون أن يفرّقوا بين الإيمان والكفر فكيف يكون لهم خبر عن الله عزّ وجلّ وعلى أيّ طريق يدلّون المريد.

(شعر) من لم يكن ذا خبرة عن نفسه ... لا يقدر الإخبار عن هذا وذا

يا ويح مريد يقعد عند مثل هذا الشّيخ معتقدا له ولا يرجع إلى غيره ولا يعرف طريق الحقّ جلّ وعلا وهذا من الخطرات الشّيطانيّة الواردة من جهة الشّيخ النّاقص لمنع الطّالب عن طلب الحقّ سبحانه كلّ موضع رأى الطّالب رشده وجمعيّة قلبه فيه ينبغي الرّجوع فيه بلا توقّف وأن تستعيذ من الوساوس الشّيطانيّة.

__________

(١) آل عمران: ١٩١



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!