موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

البشارة الأولى

 

 


الموعود وليس كلهم يدعى ذلك بالكذب والباطل بل لوجود بعض العلامات الوارده في حقه فيه وكالبشارة الواردة في حق الأئمة المجتهدين مثل لو كان الدين في الثريا لتناوله رجال وفي روايه رجل من أبناء فارس ومثل يوشك أن يضرب الناس وفي رواية يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالما أعلم وفي رواية افقه من عالم المدينة ومثل لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملء طباق الأرض علما فإن المحققين أهل الإنصاف حملوا الأول على البشارة بوجود الإمام الأعظم ابي حنيفة والثاني على البشارة بوجود إمام دار الهجرة مالك ابن أنس والثالث على البشارة بظهور الإمام الشافعي رضي الله عنهم وكل ذلك بحسب الظن الغالب حيث وجدت الأوصاف المذكورة فيهم بل لا يستبعد حصول اليقين بذلك للمحبين والمنكر المعاند الشقي لا يزيده ذلك إلا انكارا وعنادا واستكبارا كما أننا لا نزال نجد المتعصبين إلى الآنينكرون حمل الحديث الأول على البشارة بالإمام الأعظم رضي الله عنه بل التوغل في الجهالة والمتنكص على عقبيه في تيه الضلالة لا يستنكف من التفوه بالإنكار على وجود القائل بذلك وهذا لا يضر إلا نفسه فإن القائل بذلك ليس من أتباع الإمام الأعظم رضي الله عنه فقط بل المحققون من غيرهم كالسيوطي وابن حجر الهيتمي والشعراني مصرحون بذلك فهذا المنكر أن أطلع على ذلك ومع هذا انكر وجود القائل به فهو معاند غوى سابح في بحر العناد والسفاهة وإن لم يطلع فهو جاهل غبي خائض في تبار الغفلة والجهالة فحقه أن يسكت ويأكل ويشرب وينهق مع ما يهنق دون أن ينعق بهذا الكلام ويسلم العلم لأهله بل نقول أن من الناس من ينكر وجود المهدي مع ورود أحاديث كثيرة في حقه حتى قيل أنها بلغت حد التواتر المعنوي ولذا قيل أن من انكر المهدي فقد كفرو هذا كما أن أهل الكتابين ينكرون وجود البشارة في كتبهم بوجود النبي صلى الله عليه وسلم مع كونها ملآنه بها عند المؤمنين بيقين فإذا عرفت هذا فاعلم أن الأمر في حق الإمام الرباني رضي الله عنه كذلك أيضا فما وافقه قدس سره بالقرائن حمله المحبون عليه قدس سره بغلبة الظن والمنكر لا يزيده ذلك إلا إنكارا وعنادا واستكبارا وتصديق المصدق نفعه راجع إليه وكذا إنكار المنكر ضرره عائد عليه أن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والمؤمن يجب عليه حسن الظن بأي مؤمن كان إذا كان مستور الحال فكيف بالأولياء الأخيار الذين صنف في مناقبهم مجلدات كبار وملؤا الدنيا بأنواع الآثار ولم يزل اتباعهم قدوة خير الأمم في جميع الأقطار ونوروا الدنيا كلها بأنوار المعارف كشمس النهار والله الموفق والمعين وهو الآخذ بنواصي الأخيار والأشرار

(البشارة الأولى)

قوله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي رجل يقال له صلة يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا أورده الإمام السيوطي في جمع الجوامع ووجه حمل هذا الحديث عليه أنه قدس سره لما طبق طريقة الصوفية القائلين بوحدة الوجود على الشريعة الغراء تطبيقا شافيا وبينها بيانا وافيا في بعض مكاتيبه قال في آخره الحمد لله الذي جعلني صلة بين البحرين ومصلحا بين الفئتين واشتهر بهذا اللقلب فيما بين أصحابه ولهم اطلاع على الحديث المذكور ولم يروا احدا حمله على أحد على ممر الدهور ورأوا في الإمام رضي الله عنه لياقة بتلك المنقبة الشريفة مع ما سمعوا منه قدس سره مرارا بأن النبيّ صلى الله عليه وسلم بشره في بعض الحضرات والوقائع بشفاعة كذا وكذا فحملوا الحديث المذكور



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!