موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(41) المكتوب الحادي والاربعون إلى واحدة من النساء الصالحات في النصائح الضرورية لطائفة النساء

 

 


في الباب أنّه لمّا كان بين الاثر والمؤثّر ارتباط كان ذلك سببا للانتقال من وجود الاثر إلى وجود المؤثّر وذلك الارتباط أيضا مكشوف ومشهود في علم اليقين المختصّ بالصّوفيّة دون ما للعلماء فإنّه نظريّ وفكريّ فيه فيكون الانتقال أيضا نظريّا وفكريّا بالضّرورة فيكون يقين الطّائفة الاولى داخلا في الكشف والشّهود دون يقين الطّائفة الثانية فإنّه لا يكون خارجا من مضيق الاستدلال وإطلاق الاستدلال على يقين الصّوفيّة مبنيّ على الظّاهر والصّورة لكونه متضمّنا للانتقال من الاثر إلى المؤثّر وإلّا ففي الحقيقة داخل في الكشف والشّهود بخلاف يقين العلماء فإنّ فيه حقيقة الاستدلال ولمّا كان هذا الفرق الدقيق مخفيّا على الاكثرين بقوا في مرتبة الحيرة بالضّرورة وأطال جماعة منهم من قصوره لسان الاعتراض على بعض الاعزّة الذي فسّر علم اليقين المختصّ بالصّوفيّة بالاستدلال من الاثر إلى المؤثّر كلّ ذلك لعدم الاطّلاع على حقيقة الامر والله يحقّ الحقّ وهو يهدي السّبيل والسَّلامُ عَلى مَنِ اِتَّبَعَ الْهُدى (١).

(٤١) المكتوب الحادي والاربعون إلى واحدة من النّساء الصّالحات في النّصائح الضّروريّة لطائفة النّساء

قال الله تبارك وتعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِالله شَيْئًا (٢) الآية “ نزلت هذه الآية يوم فتح مكّة ولمّا فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بيعة الرّجال شرع في بيعة النّساء ” وكانت بيعة النّساء بمجرّد القول لم تمسّ يد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يد النّساء البايعات أصلا ولمّا كانت الذّمايم والاخلاق الرّديّة في النّساء أكثر منها في الرّجال بيّن في بيعة النّساء شرائط زائدة على ما في بيعة الرّجال ونهى النّساء عن تلك الذّمايم في ذلك الوقت لامتثال أمر الله تعالى الشّرط الاوّل عدم اشراك شيء بالله تعالى لا في وجوب الوجود ولا في استحقاق العبادة ومن لم يكن عمله مبرّأ عن شائبة الرّياء والسّمعة ومظنّة طلب الاجر من غير الله تعالى ولو بالقول والذّكر الجميل فليس هو بخارج من دائرة الشّرك ولا هو موحّد مخلص قال عليه وعلى آله وصحبه الصّلاة والسّلام " الشّرك في أمّتي أخفى من دبيب النّملة الّتي تدبّ في ليلة ظلماء على صخرة سوداء» (شعر)

لاف بي شركى مزن كان از نشان پائى مور ... در شب تاريك بر سنك سياه نازكتر است

وقال عليه الصّلاة والسّلام «واتّقوا الشّرك الاصغر قالوا: ما الشّرك الاصغر؟ قال: الرّياء " ولتعظيم مراسم الشّرك ومواسم الكفر كلّها قدم راسخ في الشّرك والمصدّق للدّينين من أهل الشّرك والمتشبّث

__________

(١) الآية: ٤٨ من سورة طه.

(٢) الآية: ١٢ من سورة الممتحنة.

بمجموع أحكام الإسلام والكفر مشرك والتّبرّي من الكفر شرط الإسلام والاجتناب عن شائبة الشّرك توحيد واستمداد من الاصنام والطّاغوت في دفع الامراض والاسقام كما هو شائع فيما بين جهلة أهل الإسلام عين الشّرك والضّلالة وطلب الحوائج من الاحجار المنحوتة نفس الكفر وإنكار على واجب الوجود تعالى وتقدّس قال الله تبارك وتعالى شكاية عن حال بعض أهل الضّلال يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إلى الطّاغُوتِ وقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ويُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا (١) (وأكثر النّساء) مبتليات بهذا الاستمداد الممنوع عنه بواسطة كمال الجهل فيهنّ يطلبن دفع البليّة من هذه الاسماء الخالية عن المسمّيات ومفتونات بأداء مراسم الشّرك وأهل الشّرك خصوصا وقت عروض مرض الجدريّ المعروف فيما بين نساء الهنود بالسّتيلة فإنّ ذلك الفعل مشهود ومحسوس من خيارهنّ وشرارهنّ في ذلك الوقت بحيث لا تكاد توجد امرأة خالية من دقائق هذا الشّرك وتاركة للإقدام عليه برسم من رسومه إلّا من عصمها الله تعالى وتعظيم الايّام المعظّمة عند الهنود وأداء رسوم الايّام المتعارفة عند اليهود مستلزم للشّرك ومستوجب للكفر كما أنّ جهلة أهل الإسلام خصوصا طائفة نسائهم يؤدّون رسوم أهل الكفر في أيّام دوالي الكفّار ويجعلونها عيدهم ويرسلون إلى بيوت بناتهم وإخوانهم هدايا كهدايا أهل الشّرك ويصبغون في ذلك الموسم ظروفهم مثل الكفّار ويملئونها بالارزّ الاحمر ثمّ يرسلونها هدايا ويعتنون بهذا الموسم كمال الاعتناء وكلّ ذلك شرك وكفر بدين الإسلام قال الله تبارك وتعالى وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلّا وهُمْ مُشْرِكُونَ (٢) وما يفعلونه من ذبح الحيوانات المنذورة للمشائخ عند قبور المشائخ المنذورة لهم جعله الفقهاء أيضا في الرّوايات الفقهيّة داخلا في الشّرك وبالغوا في هذا الباب والحقوه بجنس ذبائح الجنّ الممنوع عنها شرعا والداخل في دائرة الشّرك فينبغي الاجتناب عن هذا العمل أيضا لكون شائبة الشّرك فيه فإنّ وجوه النّذر غير ذلك كثيرة فلأيّ شيء يرتكب ذبح الحيوان ويجعل ملحقا بذبائح الجنّ ويتشبّه به بعبدة الجنّ ومثل ذلك صيام نساء بنيّة المشايخ وبلا بيان وينحتن أكثر أساميهم من عند أنفسهنّ ويصمن بنيّتهم ويعيّنّ لكلّ إفطار يوم وضعا مخصوصا ويعيّنّ الايّام أيضا للصّيام ويجعلن مطالبهنّ ومقاصدهنّ مربوطة بتلك الصّيام ويطلبن حوائجهنّ منهم بواسطة تلك الصّيام ويزعمن قضاء حوائجهنّ منهم وذلك الفعل إشراك للغير في عبادة الله تعالى وطلب لقضاء الحوائج عن الغير بواسطة العبادة إليه (ينبغي أن يعلم) شناعة هذا الفعل وقد ورد في الحديث القدسيّ قال الله تعالى: «الصّوم لى وأنا أجزي به " يعني أنّ الصّوم مخصوص بي لا شركة للغير بي في الصّوم وإن لم يجز إشراك أحد به تعالى في جميع العبادات ولكنّ تخصيص الصّوم للاهتمام به والتّأكيد في نفي الشّركة عنه وقول بعض النّساء وقت إظهار شناعة هذا الفعل نحن نصوم هذه الصّيام لله تعالى وإنّما نهدي ثوابها لأرواح المشائخ حيلة منهنّ فإن كنّ صادقات في

__________

(١) الآية: ٦٠ من سورة النساء.

(٢) الآية: ١٠٦ من سورة يوسف.

ذلك فلأيّ شيء يحتاج إلى تعيين الايّام للصّيام وتخصيص الطّعام وتعيين أوضاع شنيعة مختلفة في الإفطار وكثيرا ما يرتكبن المحرّمات وقت الإفطار ويفطرن بشيء حرام ويسألن شيئا من غير حاجة ويفطرن به ويزعمن قضاء حوائجهنّ مخصوصا بارتكاب هذا المحرّم وهذا عين الضّلالة وتسويل الشّيطان اللّعين والله العاصم (والشّرط) الثاني المذكور في بيعة النّساء: النّهي عن السّرقة وهي من كبائر السّيّئات وحيث كانت هذه الذّميمة متحقّقة في أكثر أفراد النّساء حتّى لا تكاد توجد امرأة خالية عنها جعل النّهي من شرائط بيعتهنّ واللّاتي يتصرّفن في أموال أزواجهنّ من غير إذنهم ويتلفنها بلا تحاش داخلات في جملة السّارقات وهذا المعنى يمكن أن نقول إنّه ثابت في عموم النّساء وهذه الخيانة تكاد توجد في جميع أفرادهنّ إلّا من عصمها الله سبحانه وليتهنّ يعددن ذلك سيّئة وخيانة وخوف استحلال هذه السّيّئة غالب في حقّهنّ وخوف الكفر من جهة هذا الاستحلال أزيد في شأنهنّ والحكيم المطلق جلّ شأنه نهى النّساء عن السّرقة بعد النّهي عن الشّرك بعلاقة أنّ لهذه الذّميمة قدما راسخا في الكفر في حقّهنّ وذلك بواسطة شيوع استحلالهنّ إيّاها وإنّها انكر من سائر كبائر السّيّئات في حقّهنّ فإذا حصل للنّساء بواسطة تكرّر أخذ أموال أزواجهنّ ملكة الخيانة وزال قبح التّصرّف في أموال الغير عن نظرهنّ لا يبعد أن يتعدّى تصرّفهنّ في أموال غير أزواجهنّ فيسرقن أموال الغير ويخنّ فيها بلا تحاش يكاد يكون هذا المعنى واضحا بأدنى تأمّل فتحقّق أنّ نهي النّساء عن السّرقة من أهمّ مهمّات الإسلام وتعيّن كون قبحها بعد قبح الشّرك بالنّسبة إليهنّ (تذييل) قال نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم يوما للأصحاب: «أتدرون ما أسوأ السّرقة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: إنّ أسوأ السّرقة من يسرق من صلاته “ يعني لا يكمل أركان صلاته ولا يؤدّيها على وجه الكمال والاجتناب عن هذه السّرقة أيضا ضروريّ حتّى يكون من أسوأ السّارقين فينبغي أن ينوي الصّلاة بحضور القلب فإنّ العمل لا يصحّ بدون حصول النّيّة وأن يقرأ القراءة صحيحة وأداء الرّكوع والسّجود والقومة والجلسة بالاطمئنان يعني ينبغي أن يقوم بعد الرّكوع قياما كاملا وأن يسكن فيها مقدار تسبيحة وأن يجلس بين السّجدتين مقدار تسبيحة أيضا حتّى يتيسّر الاطمئنان في القومة والجلسة فمن لم يفعل كذلك فقد أدخل نفسه في زمرة السّارقين وصار موردا للوعيد (والشّرط الثالث) المنصوص في بيعة النّساء: النّهي عن الزّنا وتخصيص بيعة النّساء بهذا الشّرط بواسطة أنّ حصول الزّنا إنّما يكون في الاغلب بتوسّط حصول رضاء النّساء بهذا العمل وعرض أنفسهنّ على الرّجال فتكون النّساء أسبق فيه ويكون رضاهنّ معتبرا في حصوله فيكون النّهي عنه آكد في حقّهنّ ويكون الرّجال تابعين للنّساء فيه ومن هنا قدّم الحقّ سبحانه الزّانية على الزّاني في كتابه المجيد وقال تعالى الزّانِيَةُ والزّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ (١) وهذه الذّميمة موجبة لخسارة الدنيا والآخرة ومستقبحة في جميع الاديان ومستنكرة روى أبو حذيفة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال ” أيّها النّاس اتّقوا من الزّنا فإنّ فيه ستّة

__________

(١) الآية: ٢ من سورة النور.

خصال ثلاثة منها في الدنيا وثلاثة في الآخرة فأمّا الّتي في الدنيا الاولى أنّ الزّنا يذهب بهاء الإنسان ونورانيّته وصفاءه والثانية أنّه يورّث الفقر والثالثة أنّه يورّث النّقصان في العمر وأمّا الّتي في الآخرة فأحدها سخط الله وغضبه تعالى والثانية سوء الحساب والثالثة عذاب النار» (اعلم) أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال “ زنا العين النّظر إلى الاجنبيّات وزنا اليدين مسّ الاجنبيّات وزنا الرّجلين المشي نحو الاجنبيّات ” قال الله تبارك وتعالى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ويَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (١) وقال تعالى وقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ ويَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (٢) ينبغي أن يعلم أنّ القلب تابع للعين وما لم تغمض العين عن المحرّمات فحفظ القلب مشكل وما دام القلب مشغولا فحفظ الفرج متعسّر فكان غضّ البصر من المحرّمات ضروريّا حتّى يتيسّر حفظ الفرج ونهي في القرآن المجيد النّساء عن لين الكلام مع الرّجال الاجانب مثل الفاجرات لئلّا يطمع الذين في قلوبهم مرض فيهمّون بالسّوء بل يقلن قولا معروفا خاليا عن الوهم والطّمع وورد النّهي أيضا عن إبداء النّساء زينتهنّ عند الرّجال لئلّا يظهر فيهم الاقتضاء وورد النّهي أيضا عن الضّرب بأرجلهنّ إلى الارض ليعلم ما يخفين من زينتهنّ مثل الخلخال وأمثاله فيتحرّك ويظهر شنشنته وهي مستلزمة لميل الرّجال إلى النّساء (وبالجملة) أنّ كلّ ما هو منجرّ إلى الفسق فهو مستقبح ومنهيّ عنه ينبغي الاحتياط منه لئلّا ترتكب مقدّمات المحرّمات ومباديها حتّى يتيسّر السّلامة من نفس المحرّمات والله سبحانه العاصم وما تَوْفِيقِي إِلّا بِالله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْهِ أُنِيبُ (٣) (لا يخفي) أنّ المرأة الاجنبيّة كالرّجل الاجنبيّ في حقّ النّظر إلى المرأة ومسّها بشهوة ولا يجوز تزيين المرأة نفسها لغير بعلها رجلا كان ذلك الغير أو امرأة وكما أنّ نظر الرّجال إلى الامرد ومسّهم إيّاه بالشّهوة حرام نظر النّساء إلى النّساء ومسّهنّ إيّاهنّ بالشّهوة أيضا حرام ينبغي أن يراعى هذه الدقيقة كمال الرّعاية فإنّها طريق واسع إلى خسارة الدنيا والآخرة وفي وصول الرّجل إلى المرأة تعسّر بواسطة التّباين بين الصّنفين ووجود الموانع بخلاف وصول المرأة إلى المرأة فإنّه لاتّحاد الصّنف في كمال اليسر والسّهولة فينبغي رعاية الاحتياط في ذلك أكثر منها فيما هنالك وينبغي المنع البليغ عن نظر المرأة إلى المرأة ونظر الرّجل إلى المرأة ونظر المرأة إلى الرّجال (والشّرط الرّابع) المذكور في بيعة النّساء النّهي عن قتل الاولاد وكان نساء الجاهليّة يقتلن بناتهنّ مخافة الفقر وهذا العمل الشّنيع كما أنّه متضمّن لقتل النّفس متضمّن لقطع الرّحم أيضا وهو من الكبائر (والشّرط الخامس) المذكور في بيعة النّساء النّهي عن البهتان والافتراء ولمّا كانت هذه الذّميمة في النّساء أكثر خصّهنّ بالنّهي عنها وهذه الصّفة من أشدّ ذمائم الصّفات قبحا وأرذل رذائل الاخلاق فإنّها متضمّنة للكذب الذي هو حرام في جميع الاديان ومستنكر

__________

(١) الآية: ٣٠ من سورة النور.

(٢) الآية: ٣١ من سورة النور.

(٣) الآية: ٨٨ من سورة هود.

وأيضا إنّه متضمّن لإيذاء المؤمن وهو حرام وإنّه مستلزم للفساد في الارض وهو محظور وممنوع عنه ومحرّم ومستنكر بنصّ القرآن (والشّرط السّادس) النّهي عن معصية النّبيّ ومخالفته صلّى الله عليه وسلّم في كلّ أمر معروف يأمر به وهذا الشّرط متضمّن لامتثال جميع الاوامر والانتهاء عن جميع المناهي الشّرعيّة من الصّلاة والصّوم والزّكاة والحجّ وهذه الاربعة ممّا بني الإسلام عليها بعد الإيمان بالله تعالى وبما جاء من عنده بالضّرورة فينبغي أداء الصّلوات الخمس من غير كسل وفتور بالجدّ والجهد وينبغي أيضا أداء الزّكاة الماليّة إلى مصارفها بقبول المنّة وينبغي أيضا صيام شهر رمضان الذي هو مكفّر لسيّئات سنة وينبغي أيضا أداء الحجّ الذي قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حقّه “ الحجّ يجبّ ما كان قبله ” حتّى يكون الإسلام قائما وكذلك لا بدّ من الورع والتّقوى قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم “ ملاك دينكم الورع ” وهو عبارة عن ترك المنهيّات الشّرعيّة فينبغي الاجتناب عن تناول المسكرات وأن يعدّها كالخمر محرّما ومستنكرا والاجتناب عن الغناء أيضا ضروريّ فإنّه داخل في اللهو واللّعب الحرام وورد أنّ الغناء رقية الزّناء والاجتناب عن الغيبة والنّميمة أيضا لازم فإنّهما ممنوع عنهما وأيضا الاجتناب عن السّخريّة وإيذاء المؤمن ضروريّ فإنّ إيذاء المؤمن بغير حقّ بأيّ وجه كان وسخريّته منهيّ عنها ولا ينبغي اعتبار الطّيرة واعتقاد تأثيرها ولا ينبغي أيضا اعتقاد تعدّي المرض من شخص إلى آخر فإنّ المخبر الصّادق عليه الصّلاة والسّلام منع عن كليهما حيث قال “ لا طيرة ولا عدوى ” ولا ينبغي اعتبار كلام الكاهن والمنجّم ولا يسالهما عن الأمور الغيبيّة ولا يعتقد معرفتهما بالامور الغيبيّة فإنّه قد ورد المنع عن ذلك بالمبالغة وينبغي الإجتناب عن استعمال السّحر مباشرة وأمرا فإنّه حرام قطعيّ وله قدم راسخ في الكفر ولا كبيرة أقرب إلى الكفر من استعمال السّحر ينبغي الاحتياط عنه حتّى لا تصدر دقيقة من دقائقه فإنّه قد ورد ما دام المسلم مسلما لا يصدر عنه السّحر فإذا زال عنه الإيمان أعاذنا الله سبحانه عن ذلك يصدر عنه السّحر فكلّ من السّحر والإيمان كأنّه نقيض الآخر فإذا وقع السّحر لا يبقى الإيمان فينبغي رعاية هذه الدقيقة لئلّا يتطرّق الخلل في الإيمان ولئلّا يخرج الإسلام عن اليد بشؤم هذا العمل (وبالجملة) كلّ ما أمر به المخبر الصّادق عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام وبيّنه العلماء في الكتب الشّرعيّة ينبغي الاجتهاد والسّعي البليغ في امتثاله معتقدا خلافه سمّا قاتلا موصّلا إلى الموت الابديّ وموقعا في أنواع العذاب السّرمديّ ولمّا قبلت النّساء المبايعات هذه الشّرائط كلّها بايعهنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمجرّد القول واستغفر لهنّ الله بأمره جلّ وعلا والاستغفار الذي وقع عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حقّ جماعة يرجى رجاء تامّا أن يكون مستجابا وأن تكون الجماعة مغفورة لها وكانت هند زوجة أبي سفيان رضي الله عنهما داخلة في المبايعات بل كانت هي رئيستهنّ وتكلّمت من لسانهنّ ففي هذه البيعة والاستغفار رجاء عظيم في حقّها فأيّ امرأة تعترف بهذه الشّرائط وتعمل بمقتضاها تكون داخلة في هذه البيعة حكما ويرجى لها من



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!