موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(46) المكتوب السادس والأربعون إلى حضرة المخدوم زاده محمد سعيد مد ظله العالي في بيان العروج والنزول نقل بالمعنى

 

 


الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على رسوله محمّد وآله أجمعين أمّا بعد فاعلموا أنّ القلب جار الله سبحانه وليس شيء أقرب إلى جناب قدسه كالقلب إيّاكم وإيذاءه أيّ قلب كان مؤمنا كان أو عاصيا فإنّ الجار وإن كان عاصيا يحمى فاحذروا من ذلك واحذروا فإنّه ليس بعد الكفر الذى سبب إيذاء الله تعالى ذنب مثل إيذاء القلب فإنّه أقرب ما يصل إليه سبحانه والخلق كلّهم عبيد الله سبحانه والضّرب والإهانة لعبد أيّ شخص كان يوجب إيذاء مولاه فما شأن المولى الذى هو المالك على الإطلاق؟ فلا يتصرّف في خلقه إلّا بالقدر الذى أمر به فإنّه ليس بداخل في الإيذاء بل هو امتثال لأمر الله تعالى مثل الزّاني البكر حدّه مائة سوط فلو زاد أحد على مائة كان ظلما وداخلا في الإيذاء واعلموا أنّ القلب أفضل المخلوقات وأشرفها وكما انّ الانسان افضلها لاجماله وجمعه ما في العالم الكبير كذلك القلب لجامعيّته ما في الإنسان وكمال بساطته وإجماليّته فإنّه كلّما كان الشّيء أشدّ إجمالا وأكثر جمعيّة يكون أقرب إلى جنابه تعالى وإنّ ما في الإنسان إمّا هو من عالم الخلق أو عالم الأمر والقلب برزخ بينهما وفي مراتب العروج يعرج ممّا يتضمّنها لطائف الإنسان إلى أصوله مثلا يكون عروجه أوّلا إلى الماء ثمّ إلى الهواء ثمّ إلى النّار ثمّ إلى أصول اللّطائف ثمّ إلى الاسم الجزئيّ الذى هو ربّه ثمّ إلى كلّيّه ثمّ إلى ما شاء الله تعالى بخلاف القلب فإنّه ليس له أصل يعرج إليه بل يكون العروج منه أوّلا إلى الذّات تعالت وإنّه باب غيب الهويّة لكنّ الوصول من طريق القلب وحده بغير ذلك التّفصيل متعسّر وإنّما يتيسّر الوصول بعد إتمام ذلك التّفصيل الا ترى أنّ الجامعيّة والوسعة فيه إنّما تكون بعد طيّه تلك المراتب التّفصيليّة والمراد من القلب ههنا هو القلب الجامع البسيط لا المضغة اللّحميّة.

(٤٦) المكتوب السّادس والأربعون إلى حضرة المخدوم زاده محمّد سعيد مدّ ظلّه العالي في بيان العروج والنّزول نقل بالمعنى

نحمده ونستعينه ونصلّي على سيّدنا ومولانا وشفيع ذنوبنا محمّد وآله وأصحابه. اعلموا أنّ الله سبحانه أظهر لى أنّ في الكائنات نقطة هي مركز العالم الظّلّيّ وتلك النّقطة إجمال جميع العالم والعالم بتمامه تفصيل لذلك الإجمال وتلك النّقطة كالشّمس في السّماء بها يتنوّر ما في الآفاق فكلّ من يصل إليه الفيض منه سبحانه يكون بتوسّل تلك النّقطة وتلك النّقطة محاذية لنقطة غيب الهويّة وتلك النّقطة كائنة في مرتبة النّزول فما لم يكن النّزول في هذه المرتبة من الهبوط والأسفليّة لا يكون العروج إلى تلك المرتبة المسمّاة بغيب الهويّة وهذا النّزول في الدعوة والتّكميل وفي ذلك النّزول الذى يكون في مرتبة تلك النّقطة يتخيّل كأنّ الوجه إلى العالم والظّهر إليه سبحانه! وظهر أنّ هذا التّوجّه إلى العالم والانقطاع عنه سبحانه إنّما هو إلى الموت فإذا جاء وقت الوصال انعكس الحال ففي هذه النّشأة الفراق والشّوق من



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!