موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(47) المكتوب السابع والأربعون إلى سلطان الوقت مد ظله في أسرار الدعاء ومدح العلماء والصلحاء

 

 


الجانبين والملاقاة إنّما تكون بعد الموت وظهر معنى الحديث القدسيّ " الا طال شوق الابرار إلى لقائي وأنا إليهم لأشدّ شوقا». (واعلم) أنّه مع تحقّق النّزول في هذه المرتبة ليس بين السّالك وبين الله سبحانه حجاب بل الحجب كلّها مفقودة ولكنّ التّوجّه إلى الله سبحانه مفقود بل التّوجّه بتمامه إلى الخلق فهذا مقام الدعوة وقد يقع النّزول من تلك النّقطة الّتي هي مركز دائرة العالم الظّلّيّ إلى النّقطة الّتي هي مركز دائرة العدم وهو مقام الكفر بالله تعالى والإنكار له سبحانه وللأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام ولآياته تعالى ويقع العروج عن تلك النّقطة إلى مركز دائرة الاصل الّتي هي دائرة مقامات الانبياء عليهم السّلام وتلك النّقطة الّتي ذكرناها ظلمانيّة غاية الظّلمة فالنّزول في ذلك المقام لتنويره وإشراقه أمر عظيم القدر ومقابلها نقطة الإسلام وهي النّقطة الّتي يقع العروج إليها بعد هذا النّزول الظّلمانيّ ومصباح تلك النّقطة الظّلمانيّة كلمة لا إله إلّا الله والسّلام.

(٤٧) المكتوب السّابع والأربعون إلى سلطان الوقت مدّ ظلّه في أسرار الدعاء ومدح العلماء والصّلحاء

إنّ أقلّ الداعين أحمد يظهر الانكسار والتّواضع لخدّام ذلك الجناب المعلّى ويؤدّى شكر نعمة الامن والأمان الّتي هي شاملة لحال الخواصّ والعوامّ ويطلب الفتح والنّصرة للعساكر الإسلاميّة في أوقات مظنّة إجابة الدعاء وزمان اجتماع الفقراء فإنّ كلّ احد مخلوق لامر وكلّ ميسّر لما خلق له فإنّ العبث في أفعال الله تعالى ممتنع والامر الذى جعل مربوطا بالعساكر الغزاة المجاهدين هو تقوية قوائم الدولة القاهرة وتأييد أركان السّلطنة الباهرة الّتي ترويج الشّريعة الغرّاء منوط بها لما قيل من أنّ الشّرع تحت السّيف وهذا الامر جليل القدر أيضا مربوط بعسكر الدعاء الذين هم الفقراء وأصحاب البلاء فإنّ الفتح والنّصرة على قسمين: قسم: جعل مربوطا بالاسباب وهو صورة الفتح والنّصرة المتعلّقة بعسكر الغزاء.

والقسم الثاني: حقيقة الفتح والنّصرة الكائنة من عند مسبّب الاسباب وقوله تعالى “ ومَا النَّصْرُ إِلّا مِنْ عِنْدِ الله ” إشارة إلى ذلك وهي متعلّقة بعسكر الدعاء فعسكر الدعاء سبق بذله وانكساره عسكر الغزاء وترقّى من السّبب إلى المسبّب (ع) بردند بردند شكستان ازين ميدان كوى

* وأيضا إنّ الدعاء يردّ القضاء (١) كما قال المخبر الصّادق عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام “ لا يردّ القضاء إلّا الدعاء ” والسّيف والجهاد ليس فيهما قدرة ردّ القضاء فعسكر الدعاء مع وجود الضّعف والانكسار كان أقوى من عسكر الغزاء وأيضا إنّ عسكر الدعاء كالرّوح لعسكر الغزاء وهو له بمثابة القالب فلا بدّ لعسكر الغزاء من عسكر الدعاء فانّ القالب الخالى عن الرّوح ليس بقابل للتّأييد والنّصرة ومن ههنا قالوا " كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

__________

(١) قوله لا يردّ القضاء إلخ أخرجه الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه سند.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!