موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(61) المكتوب الحادي والستون إلى حضرة المخدوم زاده الخواجه محمد سعيد مد ظله في بيان أن رؤية العارف لبعض المظاهر تصير له سببا للعروج في بعض الاحيان وما يناسب ذلك

 

 


إلى الحقّ سبحانه وليخرّبوا بيوت الاعداء وليدلّوها على مولاها وليخلّصوها من جهلها وخبثها وليطلعوها على شرّها ونقصها فمن أدركته السّعادة الازليّة أجاب دعوة هؤلاء الاكابر ورجع من جهله وخبثه وصار منقادا للأحكام المنزّلة (ينبغي أن يعلم) أنّ طريق تزكية النّفس على نوعين: طريق يتعلّق بالرّياضات والمجاهدات وهو طريق الإنابة ومخصوص بالمريدين والطّريق الثاني: طريق الجذب والمحبّة وهو طريق الاجتباء ويتعلّق بالمرادين شتّان ما بين الطّريقين؛ الطّريق الاوّل سير إلى جناب المطلوب والطّريق الثاني جرّ نحو المقصود وبين السّير والجرّ فرق كثير وتفاوت فاحش فإذا أريد لصاحب دولة بسابق الكرم الجرّ من طريق الاجتباء يعطى له الجذب والمحبّة لجناب القدس ويوصّل به إلى المقصود جرّا جرّا فإذا كان فيما بين هؤلاء من أدركته السّعادة يوصّل به إلى حدّ الفناء ويتخلّص من رؤية السّوي وعلمه ويجاوز به الآفاق والانفس ونسيان الآفاق مربوط بفناء القلب ونسيان الانفس موقوف على فناء النّفس الامّارة وفي الاوّل زوال العلم الحصوليّ وفي الثاني زوال العلم الحضوريّ لا يتصوّر ما لم يتحقّق زوال النّفس الحاضرة وما دامت النّفس الحاضرة قائمة فالعلم الحضوريّ موجود فانّ العلم الحضورىّ عبارة عن النّفس الحاضرة لا أمر زائد عليها فالزّوال الشّهوديّ في فناء النّفس يكون عبارة عن زوالها الوجوديّ بخلاف الزّوال الشّهوديّ الذى اعتبر في فناء القلب فإنّه ليس بمستلزم لزوال وجود القلب فإنّ الشّهود هناك زائد على الشّاهد وفناء أحدهما ليس بمستلزم لفناء الآخر (تنبيه) لا يتخيّلنّ الابله أنّ زوال النّفس الحاضرة حاصل أيضا في مقام البقاء بالله الذى هو ميسّر لأرباب التّوحيد الوجوديّ فإنّ الحاضر ثمّة هو الحقّ سبحانه لا نفس السّالك الفانية لانّا نقول: إنّ الحاضر في ذلك المقام هو نفس السّالك وقد تصوّرها السّالك بعنوان الحقّيّة والحقّ سبحانه منزّه ومبرّأ من هذا التّعيّن والحضور وهذا من قبيل ما قيل (ع) وصار الفأر في رؤياه ناقة * وانّما هنا زوال العلم بالنّفس الحاضرة وهو من أقسام العلم الحصوليّ لا زوال النّفس الحاضرة المستلزم لزوال العلم الحضوريّ وزوال النّفس الحاضرة عبارة عن زوال عينها وأثرها لا أنّه عبارة عن زوال العلم بها شتّان ما بينهما.

(٦١) المكتوب الحادي والسّتّون إلى حضرة المخدوم زاده الخواجه محمّد سعيد مدّ ظلّه في بيان أنّ رؤية العارف لبعض المظاهر تصير له سببا للعروج في بعض الاحيان وما يناسب ذلك

إذا وقعت معاملة العارف في صرف الذّات تعالت وتقدّست وسقطت جميع النّسب والاعتبارات ففي ذاك الموطن يتعسّر العروج من غير علاقة وتعلّق وفي ذلك الوقت بحكم النّظرة الاولى لك ربّما يمدّ النّظر الأوّل إلى المظاهر الجميلة في ذاك المقام ويرقى إلى فوق بالسّرعة ويوصّل من المجاز الذى قيل له



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!