موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(63) المكتوب الثالث والستون إلى المير منصور في كشف سر الإحاطة والقرب والمعية الكائنة لله تعالى وإرجاع هذه إلى مجمل الكتاب الكريم ومشكله

 

 


وحيّة وعالمة وقادرة بالاستقلال وزعمت هذه الصّفات الكاملة من الحياة والعلم وغيرهما من نفسها وقائمة بها وتيقّنت نفسها بهذا التّوهّم كاملة وخيرا ونسيت خباثتها ونقصها الذّاتيّين النّاشئين من العدم الذى هو شرّ محض فإذا أدركتها عناية الله سبحانه وخلّصتها من الجهل المركّب وتصديق الكاذب تعرف أنّ هذه الكمالات من محلّ آخر لا منها ولا أنّها قائمة بها وتعلم أنّ حقيقتها وذاتها العدم الذى هو شرّ محض ونقص خالص فإذا غلبت هذه الرّؤية بكرم الله تعالى وسلّمت الكمالات إلى صاحبها بالتّمام وأدّت هذه الامانة إلى أهلها بالكلّيّة ووجدت نفسها عدما محضا ولم تشمّ في نفسها رائحة من الخيريّة فحينئذ لا يبقى منها اسم ولا رسم ولا عين ولا أثر فإنّ العدم لا شيء محض لا ثبوت له في مرتبة من المراتب فلو تحقّق له فرضا ثبوت في مرتبة من المراتب لما كانت جميع الكمالات مسلوبة عنه فإنّ الثبوت عين الكمال بل أمّ الكمالات فلزم من هذا التّحقيق أن يكون هذا الفناء أتمّ وأكمل لا حاجة إلى زوال وجود الفاني أصلا فإنّه لم يثبت له وجود أصلا حتّى يتصوّر الزّوال بل كان عدميّا مثبتا نفسه بتوهّم الوجود ولمّا زال ذلك التّوهّم وتحقّق بالعدم الصّرف بقي هالكا ولا شيئا محضا فلا يكون بدّ من الزّوال الشّهوديّ ولا يحتاج إلى الزّوال الوجوديّ والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال.

(٦٣) المكتوب الثالث والسّتّون إلى المير منصور في كشف سرّ الإحاطة والقرب والمعيّة الكائنة لله تعالى وإرجاع هذه إلى مجمل الكتاب الكريم ومشكله

إنّ القرب والمعيّة والإحاطة والسّريان والوصل والاتّصال والتّوحيد والاتّحاد وأمثالها في حضرته سبحانه من قبيل المشكلات والشّطحيّات وجناب قدسه جلّ شأنه منزّه ومبرّأ من القرب والمعيّة والوصل والاتّصال الّتي تكون مدركة بفهومنا ومتعقّلة بعقولنا ولكنّ القدر الذى اطّلعنا عليه في آخر الامر أنّ هذا القرب وغيره شبيه بالقرب والاتّصال الحاصلين بين المرآة وبين الصّورة المتوهّمة فيها الذى هما من قبيل قرب الموجود واتّصاله بالموهوم وحيث انّ الحقّ سبحانه موجود حقيقيّ والعالم مخلوق في مرتبة الحسّ والوهم يكون القرب والاتّصال بين الواجب والممكن من قبيل قرب الموجود واتّصاله بالموهوم ولا يعود من هذا القرب والاتّصال إلى جناب قدسه تعالى محذور أصلا فإنّ الاشياء الخسيسة قد تنعكس في المرآة ويحصل للمرآة قرب وإحاطة بها ولا يتطرّق إلى المرآة نقص أصلا ولا ترى فيها خسّة قطعا فإنّه لا اسم لتلك الاشياء في المرتبة الّتي فيها المرآة ولا رسم حتّى تؤثّر فيها صفاتها غاية ما في الباب أنّ الحقّ سبحانه لمّا خلق العالم في مرتبة الحسّ والوهم وأراد أن يثبت هذه المرتبة ويحكم أجرى الاحكام والآثار المترتّبة على الموجود على هذا الموهوم ولهذا أثبت القرب والإحاطة الموهومين كالقرب والإحاطة



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!